Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 93-98)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِمَّا تُرِيَنِّي } وقرأ أبو عمران الجوني ، والضحاك : « تُرئَنِّي » بالهمز بين الراء والنون من غير ياء . والمعنى : إِن أريتني ما يوعَدون من القتل والعذاب ، فاجعلني خارجاً عنهم ولا تُهلكني بهلاكهم ؛ فأراه الله تعالى ما وعدهم ببدر وغيرها ، ونجّاه ومن معه . قوله تعالى : { ادفع بالتي هي أحسنُ السَّيِّئَةَ } فيه أربعة أقوال . أحدها : ادفع إِساءة المسيءِ بالصفح ، قاله الحسن . والثاني : ادفع الفُحش بالسلام ، قاله عطاء ، والضحاك . والثالث : ادفع الشِّرك بالتوحيد ، قاله ابن السائب . والرابع : ادفع المنكَر بالموعظة ، حكاه الماوردي . وذكر بعض المفسرين أن هذا منسوخ بآية السيف . قوله تعالى : { نحن أعلم بما يصفون } أي : بما يقولون من الشِّرك والتكذيب ؛ والمعنى إِنَّا نجازيهم على ذلك . { وقل رب أعوذ } أي : ألجأ وأمتنع { بِكَ من هَمَزات الشياطين } قال ابن قتيبة : هو نَخْسُها وطَعْنُها ، ومنه قيل للعائب : هُمَزَةٌ ، كأنه يطعن ويَنْخَس إِذا عاب . وقال ابن فارس : الهَمْزُ كالعَصْر ، يقال : همزتُ الشيء في كفِّي ، ومنه الهَمْز في الكلام ، لأنه كأنه يضغط الحرف ، وقال غيره : الهَمْز في اللغة : الدَّفع ، وهَمَزات الشياطين : دَفْعُهم بالإِغواء إِلى المعاصي . قوله تعالى : { أن يَحْضُرُون } أي : أن يَشْهَدُون ؛ والمعنى : أن يصيبوني بسوءٍ ، لأن الشيطان لا يحضر ابن آدم إِلا بسوءٍ . ثم أخبر أن هؤلاء الكفار المنكِرين للبعث يسألون الرجعة إِلى الدنيا عند الموت بالآية التي تلي هذه ، وقيل : هذا السؤال منهم للملائكة الذين يقبضون أرواحهم . فإن قيل : كيف قال : « ارجعون » وهو يريد : « ارجعني » ؟ فالجواب : أن هذا اللفظ تعرفه العرب للعظيم الشأن ، وذلك أنه يخبر عن نفسه [ فيه ] بما تخبر به الجماعة ، كقوله : { إِنَّا نحن نُحيي ونُميت } [ ق : 43 ] ، فجاء خطابه كإخباره عن نفسه ، هذا قول الزجاج .