Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 99-104)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لعلّي أعمل صالحاً فيما تَرَكْتُ } قال ابن عباس : فيما مضى من عُمُري ؛ وقال مقاتل : فيما تركت من العمل الصالح . قوله تعالى : { كلاَّ } أي : لا يرجع إِلى الدنيا { إِنَّها } يعني : مسألته الرجعة { كلمةٌ هو قائلها } أي : هو كلام لا فائدة له فيه { ومن ورائهم } أي : أمامهم وبين أيديهم { برزخ } قال ابن قتيبة : البرزخ : ما بين الدنيا والآخرة ، وكل شيء بين شيئين فهو برزخ . وقال الزجاج : البرزخ في اللغة : الحاجز ، وهو هاهنا : ما بين موت الميت وبعثه . قوله تعالى : { فإذا نُفخ في الصُّور } في هذه النفخة قولان . أحدهما : أنها النفخة الأولى ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس . والثاني : أنها الثانية ، رواه عطاء عن ابن عباس . قوله تعالى : { فلا أنساب بينهم } في الكلام محذوف ، تقديره : لا أنساب بينهم يومئذ يتفاخرون بها أو يتقاطعون بها ، لأن الأنساب لا تنقطع يومئذ ، إِنما يُرفَع التواصل والتفخار بها . وفي قوله : { ولا يَتَساءلون } ثلاثة أقوال . أحدها : لا يتساءلون بالأنساب أن يترك بعضهم لبعض حَقَّه . والثاني : لا يسأل بعضهم بعضاً عن شأنه ، لاشتغال كل واحد بنفسه . والثالث : لا يسأل بعضهم بعضاً من أي قبيل أنت ، كما تفعل العرب لتعرف النسب فتعرف قدر الرجل . وما بعد هذا قد سبق تفسيره [ الأعراف : 8 ] إِلى قوله : { تَلْفَحُ وجوهَهم النَّارُ } قال الزجاج : تلفح وتنفح بمعنىً واحد ، إِلا أن اللفح أعظم تأثيراً ، والكالح : الذي قد تشمَّرت شفته عن أسنانه ، نحو ما ترى [ من ] رؤوس الغنم إِذا برزت الأسنان وتشمَّرت الشفاه . وقال ابن مسعود : قد بدت أسنانهم وتقلَّصت شفاههم كالرأس المشيط بالنار . وروى أبو عبد الله الحاكم في « صحيحه » من حديث أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذه الآية : " تشويه النار فتقلِّص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تبلغ سُرَّته " .