Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 46-52)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ويقولون آمَنَّا بالله } قال المفسرون : نزلت في رجل من المنافقين يقال له : بشر كان بينه وبين يهوديّ حكومة ، فدعا اليهوديُّ المنافق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهما ، فقال المنافق لليهودي : إِن محمداً يَحِيف علينا ، ولكن بيني وبينك كعب بن الأشرف ، فنزلت هذه الآية . قوله تعالى : { ثم يتولَّى فريق منهم } يعني : المنافقين { مِنْ بَعْدِ ذلك } أي : من بعد قولهم : آمَنَّا { وما أولئك } يعني : المُعْرِضين عن حُكم الله ورسوله { بالمؤمنين . وإِذا دُعُوا إِلى الله } أي : إِلى كتابه { ورسولهِ ليحكُم بينهم } الرسول { إِذا فريق منهم مُعْرِضُون } ومعنى الكلام : أنهم كانوا يُعْرِضُون عن حكم الرسول عليهم ، لعِلمهم أنَّه يحكُم بالحق ؛ وإِن كان الحق لهم على غيرهم ، أسرعوا إِلى حكمه مذعنين ، لثقتهم أنه يحكم لهم بالحق . قال الزجاج : والإِذعان في اللغة : الإِسراع مع الطاعة ، تقول : قد أذعن لي ، أي : قد طاوعني لِما كنتُ ألتمسه منه . قوله تعالى : { أفي قلوبهم مرض } أي : كفر { أَمِ ارتابوا } أي : شكُّوا في القرآن ؟ وهذا استفهام ذمّ وتوبيخ ، والمعنى : إِنهم كذلك ، وإِنما ذكره بلفظ الاستفهام ليكون أبلغ في ذمِّهم ، كما قال جرير في المدح : @ أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطايَا [ وأندى العالَمِينَ بُطُونَ راحِ ] @@ أي : أنتم كذلك . فأما الحَيْف ، فهو : المَيْل في الحكم ؛ يقال : حاف في قضيَّته ، أي : جار ، { بل أولئك هم الظالمون } أي : لا يَظْلِمُ اللّهُ ورسولُه أحداً ، بل هم الظالمون لأنفسهم بالكفر والإِعراض عن حُكم الرسول . ثم نعت المؤمنين ، فقال : { إِنما كان قولَ المؤمنين } قال الفراء : ليس هذا بخبرٍ ماضٍ ، وإِنما المعنى : إِنما كان ينبغي أن يكون قول المؤمنين إِذا دعوا أن يقولوا سمعنا . وقرأ الحسن ، وأبو الجوزاء : { إِنما كان قولُ المؤمنين } بضم اللام . وقرأ أبو جعفر ، وعاصم الجحدري ، وابن أبي [ ليلى ] : { ليُحكم بينهم } برفع الياء وفتح الكاف . وقال المفسرون : والمعنى : سمعنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأطعنا أمره ، وإِن كان ذلك فيما يكرهونه . قوله تعالى : { وَيخْشَ الله } أي : فيما مضى من ذنوبه { ويَتَّقْهِ } فيما بعدُ أن يعصيه . وقرأ ابن كثير ، وحمزة ، والكسائي ، وورش عن نافع : { ويَتَّقْهي } موصولة بياء . وروى قالون عن نافع : { ويَتَّقْهِ فأولئك } بكسر الهاء لا يبلغ بها الياء . وقرأ أبو عمرو ، وابن عامر ، وأبو بكر عن عاصم : { ويَتَّقِهْ } جزماً .