Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 10-14)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم أخبر أنه لو شاء لأعطاه خيراً مما قالوا في الدنيا ، وهو قوله : { خيراً من ذلك } يعني : لو شئتُ لأعطيتُك في الدنيا خيراً مما قالوا ، لأنه قد شاء أن يعطيَه ذلك في الآخرة . { ويَجْعَلْ لكَ قُصوراً } قرأ ابن كثير ، وابن عامر ، وأبو بكر عن عاصم { ويجعلُ لكَ قصوراً } برفع اللام . وقرأ أبو عمرو ، ونافع ، وحمزة ، والكسائي ، وحفص عن عاصم : { ويجعلْ } بجزم اللام . فمن قرأ بالجزم ، كان المعنى : إِن يشأْ يجعلْ لك جنات ويجعلْ [ لك ] قصوراً . ومن رفع ، فعلى الاستئناف [ المعنى ] : ويجعلُ لكَ قصوراً في الآخرة . وقد سبق معنى { أعتدنا } [ النساء : 37 ] ومعنى { السعير } [ النساء : 10 ] . قوله تعالى : { إِذ رأتْهم من مكان بعيد } قال السدي عن أشياخه : من مسيرة مائة عام . فان قيل : السعير مذكَّر ، فكيف قال : { إِذا رأتهم } ؟ فالجواب : أنه أراد بالسعير النار . قوله تعالى : { سَمِعوا لها تغيُّظاً } فيه قولان . أحدهما : غَلَيان تَغَيُّظ ، قاله الزجاج . قال المفسرون : والمعنى : أنها تتغيَّظ عليهم ، فيسمعون صوت تغيُّظها وزفيرها كالغضبان إِذا غلا صدره من الغيظ . والثاني : يسمعون فيها تغيُّظ المعذَّبين وزفيرهم ، حكاه ابن قتيبة . قوله تعالى : { وإِذا أُلْقُوا منها مكاناً ضيِّقاً مُقَرَّنِين دَعَواْ هنالك ثُبوراً } قال المفسرون : تضيِّق عليهم كما يضيِّق الزُّجُّ على الرُّمح ، وهم قد قُرنوا مع الشياطين والثُّبور : الهَلَكة . وقرأ عاصم الجحدري وابن السميفع { ثَبوراً } بفتح الثاء . قوله تعالى : { وادعوا ثُبوراً كثيراً } قال الزجاج : الثُّبور مصدر ، فهو للقليل والكثير على لفظ الواحد ، كما تقول : ضربته ضرباً كثيراً ، والمعنى : هلاكهم أكثر من أن يدعوا مرة واحدة . وروى أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أول من يُكْسى من أهل النار يوم القيامة إِبليس ، يُكْسى حُلَّة من النَّار فيضعها على حاجبيه ويسحبها من خلفه وذريَّتُه خلفه وهو يقول : واثبوراه ، وهم ينادون : يا ثبورهم ، حتى يقفوا على النار ، فينادي : يا ثبوراه ، وينادون : يا ثبورهم ، فيقول الله عز وجل : { لا تدعوا اليوم ثُبوراً واحداً وادعوا ثُبوراً كثيراً } " .