Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 7-9)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وقالوا } يعني المشركين { ما لهذا الرسول يأكل الطعام } أنكروا أن يكون الرسول بَشَراً يأكل الطعام ويمشي في الطُّرق كما يمشي سائر الناس يطلب المعيشة ؛ والمعنى : أنه ليس بملَك ولا ملِك ، لأن الملائكة لا تأكل ، والملوك لا تتبذَّل في الأسواق ، فعجبوا أن يكون مساوياً للبشر لا يتميَّز عليهم بشيء ؛ وإِنما جعله الله بشراً ليكون مجانساً للذين أُرسل إِليهم ، ولم يجعله ملِكاً يمتنع من المشي في الأسواق ، لأن ذلك من فعل الجبابرة ، ولأنه أُمر بدعائهم ، فاحتاج أن يمشي بينهم . قوله تعالى : { لولا أُنزل إِليه مَلَكٌ } وذلك أنهم قالوا له : سل ربك أن يبعث معك ملَكاً يصدِّقك ويجعل لك جِناناً وقصوراً وكنوزاً ، فذلك قوله : { أو يُلقَى إِليه كَنْزٌ } أي : ينزل إِليه كنز من السماء { أو تكونُ له جَنَّة يأكُلُ منها } أي : بستان يأكل من ثماره . قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وعاصم ، وابن عامر { يأكل منها } بالياء ، يعنون النبيَّ صلى الله عليه وسلم . وقرأ حمزة ، والكسائي : { نأكل } بالنون ، قال أبو علي : المعنى : يكون له علينا مزيِّة في الفضل بأكلنا من جنته . وباقي الآية مفسَّر في [ بني إِسرائيل : 47 ] . قوله تعالى : { انظر } يا محمد { كيف ضَربوا لك الأمثال } حين مثَّلوك بالمسحور ، وبالكاهن والمجنون والشاعر { فَضَلُّوا } بهذا عن الهدى { فلا يستطيعون سبيلاً } فيه قولان . أحدهما : لا يستطيعون مَخرجاً من الأمثال التي ضربوها ، قاله مجاهد ، والمعنى : أنهم كذّبوا ولم يجدوا على قولهم حُجَّة وبرهاناً ، وقال الفراء : لا يستطيعون في أمرك حيلة . والثاني : سبيلاً إِلى الطاعة ، قاله السدي .