Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 21-24)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وقال الذين لا يَرْجُون لقاءنا } أي : لا يخافون البعث { لولا } أي : هلاّ { أُنْزِلَ علينا الملائكةُ } فكانوا رُسلاً إِلينا وأخبرونا بصدقك ، { أو نَرى ربَّنا } فيخبرنا أنَّكَ رسوله ، { لقد استكبَروا في أنفسهم } أي : تكبَّروا حين سألوا هذه الآيات { وعَتَواْ عُتُوّاً كبيراً } قال الزجاج : العُتُوُّ في اللغة : مجاوزة القَدْرِ في الظُّلم . قوله تعالى : { يومَ يَرَوْنَ الملائكةَ } فيه قولان . أحدهما : عند الموت . والثاني : يوم القيامة . قال الزجاج : وانتصب اليوم على معنى : لا بشرى للمجرمين يوم يرون الملائكة ، و { يومَئِذٍ } مؤكِّد لـ { يومَ يَرَوْنَ الملائكةَ } ؛ والمعنى : أنهم يُمنَعون البُشرى في ذلك اليوم ؛ ويجوز أن يكون { يومَ } منصوباً على معنى : اذكر يوم يرون الملائكة ، ثم أخبر فقال : { لا بُشرى } ، والمجرمون هاهنا : الكفار . قوله تعالى : { ويقولون حِجْراً مَحْجُوراً } وقرأ قتادة ، والضحاك ، ومعاذ القارىء : { حُجْراً } بضم الحاء . قال الزجاج : وأصل الحجْر في اللغة : ما حجرتَ عليه ، أي : منعتَ من ان يُوصَل إِليه ، ومنه حَجْر القضاة على الأيتام . وفي القائلين لهذا قولان . أحدهما : أنهم الملائكة يقولون للكفار : حِجْراً محجوراً ، أي : حراماً محرّماً . وفيما حرَّموه عليهم قولان . أحدهما : البُشرى ، فالمعنى : حرام محرَّم أن تكون لكم البشرى ، قاله الضحاك ، والفراء ، وابن قتيبة ، والزجاج . والثاني : أن تدخلوا الجنة ، قاله مجاهد . والثاني : أنه قول المشركين إِذا عاينوا العذاب ، ومعناه : الاستعاذة من الملائكة ، روي عن مجاهد أيضاً . وقال ابن فارس : كان الرَّجل إِذا لقيَ مَن يخافه في الشهر الحرام ، قال : حِجْراً ، أي : حرام عليكَ أذايَ ، فاذا رأى المشركون الملائكة يوم القيامة ، قالوا : حِجْراً محجوراً ، يظنُّون أنه ينفعهم كما كان ينفعهم في الدنيا . قوله تعالى : { وقَدِمْنَا } قال ابن قتيبه : أي : قَصَدْنا وعَمَدْنا ، والأصل أنَّ من اراد القُدوم إِلى موضع عَمَد له وقصده . قوله تعالى : { إِلى ما عَمِلُوا من عمل } [ أي ] من أعمال الخير { فجعلناه هَبَاءً } لأن العمل لا يُتقبَّل مع الشِّرك . وفي الهباء خمسة أقوال . أحدها : أنه ما رأيتَه يتطاير في الشمس التي تدخل من الكوَّة مثل الغبار ، قاله عليّ عليه السلام ، والحسن ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، واللغويون ؛ والمعنى أنَّ الله أحبط أعمالهم حتى صارت بمنزلة الهباء . والثاني : أنه الماء المُهراق ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . والثالث : أنه ما تنسفه الرياح وتذريه من التراب وحطام الشجر ، رواه عطاء الخراساني عن ابن عباس . والرابع : أنه الشَّرر الذي يطير من النار إِذا أُضرمت ، فاذا وقع لم يكن شيئاً ، رواه عطيَّة عن ابن عباس . والخامس : أنه ما يسطع من حوافر الدَّواب ، قاله مقاتل . والمنثور : المتفرِّق . قوله تعالى : { أصحابُ الجَنَّة يومَئذ } أي : يوم القيامة ، { خيرٌ مُسْتَقَرّاً } أفضل منزلاً من المشركين { وأحسن مَقيلاً } قال الزجاج : المَقيل : المُقام وقت القائلة ، وهو النوم نصف النهار . وقال الأزهري : القيلولة عند العرب : الاستراحة نصف النهار إِذا اشتد الحرّ وإِن لم يكن مع ذلك نوم . وقال ابن مسعود ، وابن عباس : لا ينتصف النهار من يوم القيامة حتى يَقِيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار .