Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 25-29)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ويَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماء بالغَمَام ونُزِّلَ الملائكةُ تنزيلاً } هذا معطوف على قوله : { يوم يرون الملائكة } ، وقرأ ابن كثير ، ونافع ، وابن عامر : { تَشَّقَّقُ } بالتشديد ، فأدغموا التاء فى الشين ، لأن الأصل تتشقق . قال الفراء : المعنى : تتشقق السماء عن الغمام ، وتنزل فيه الملائكة ، و « على » و « عن » و « الباء » في هذا الموضع بمعنى واحد ، لأن العرب تقول : رميت عن القوس ، وبالقوس ، وعلى القوس ، والمعنى واحد . وقال أبو علي الفارسي : المعنى : تتشقَّقُ السماء وعليها غمام ، كما تقول : ركب الأمير بسلاحه ، وخرج بثيابه ، وإِنما تتشقَّق السماء لنزول الملائكة . قال ابن عباس : تتشقق السماء عن الغمام ، وهو الغيم الأبيض ، وتنزل الملائكة في الغمام . وقال مقاتل : المراد بالسماء : السماوات ، تتشقق عن الغمام ، وهو غمام أبيض كهيئة الضَّباب ، فتنزل الملائكة عند انشقاقها . وقرأ ابن كثير : { ونُنْزِلُ } بنونين ، الأولى مضمومة ، والثانية ساكنة ، واللام مضمومة ، و « الملائكةَ » نصباً . وقرأ عاصم الجحدري ، وأبو عمران الجوني : { ونَزَّلَ } بنون واحدة مفتوحة ونصب الزاي وتشديدها وفتح اللام ونصب « الملائكةَ » . وقرأ ابن يعمر : { ونَزَلَ } بفتح النون واللام والزاي والتخفيف { الملائكةُ } بالرفع . قوله تعالى : { المُلْكُ يَوْمَئِذٍ الحَقُّ للرَّحمن } قال الزجاج : المعنى : المُلْك الذي هو المُلْك حقّاً للرحمن . فأما العسير ، فهو الصعب الشديد يشتد على الكفار ، ويهون على المؤمنين فيكون كمقدار صلاة مكتوبة . قوله تعالى : { ويَوْمَ يَعَضُّ الظالمُ على يديه } في سبب نزولها ثلاثة أقوال . أحدها : أن أُبيَّ بن خَلَف كان يحضر [ عند ] رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجالسه من غير أن يؤمن به ، فزجره عُقبة بن أبي مُعَيط عن ذلك ، فنزلت هذه الآية ، رواه عطاء الخراساني عن ابن عباس . والثاني : " أن عُقبة دعا قوماً فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام فأكلوا ، وأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأكل ، وقال « لا آكل حتى تَشهد أن لا إِله إِلا الله وأنِّي رسولُ الله » ، فشهد بذلك عقبة ، فبلغ ذلك أُبيَّ بن خَلَف ، وكان خليلاً له ، فقال : صبوت يا عقبة ؟ فقال : لا والله ، ولكنه أبى أن يأكل حتى قلت ذلك ، وليس من نفسي ، فنزلت هذه الآية " ، قاله مجاهد . والثالث : أن عُقبة كان خليلاً لأُميَّة بن خَلَف ، فأسلم عُقبة ، فقال أُمية : وجهي من وجهك حرام إِن تابعتَ محمداً ، فكفر وارتدَّ لرضى أُميَّة ، فنزلت هذه الآية ، قاله الشعبي . فأما الظالم [ المذكور ] هاهنا ، فهو الكافر ، وفيه قولان . أحدهما : أنه أُبيُّ بن خَلَف ، رواه العوفي عن ابن عباس . والثاني : عُقبة بن أبي مُعَيط ، قاله مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وقتادة . قال عطاء : يأكل يديه حتى تذهبا إِلى المرفقين ، ثم تنبتان ، فلا يزال هكذا كلَّما نبتت يده أكلها ندامة على ما فعل . قوله تعالى : { يا ليتني اتَّخَذْتُ } الأكثرون يسكِّنون { يا ليتني } ، وأبو عمرو يحرِّكها ؛ قال أبو علي : والأصل التحريك ، لأنها بازاء الكاف التي للخطاب ، إِلا أن حرف اللِّين تكره فيه الحركة ، ولذلك أسكن من أسكن ؛ والمعنى : ليتني اتَّبعتُه فاتَّخذتُ معه طريقاً إلى الهُدى . قوله تعالى : { ليتني لم أتَّخِذ فلاناً } في المشار إِليه أربعة أقوال . أحدها : أنه عنى أُبيَّ بن خَلَف ، قاله ابن عباس . والثاني : عقبة بن أبي مُعَيط ، قاله أبو مالك . والثالث : الشيطان ، قاله مجاهد . والرابع : أُميَّة ابن خَلَف ، قاله السدي . فان قيل : إِنما يكنى من يخاف المبادأة أو يحتاج إِلى المُداجاة ، فما وجه الكناية ؟ فالجواب : أنه أراد بالظالم : كلَّ ظالم ، وأراد بفلان : كلَّ من أُطيع في معصية وأُرضي بسخط الله ، وإِن كانت الآية نزلت في شخص ، قاله ابن قتيبة . قوله تعالى : { لقد أضلَّني عن الذِكْر } أي : صرفني عن القرآن والإِيمان به { بعد إِذ جاءني } مع الرسول ، وهاهنا تم الكلام . ثم قال الله تعالى : { وكان الشَّيطان للانسان } يعني : الكافر { خَذُولاً } يتبرأ [ منه ] في الآخرة .