Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 75-77)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أولئك يُجْزَوْنَ الغُرْفَةَ } قال ابن عباس : يعني الجنة . وقال غيره : الغرفة : كل بناءٍ عالٍ مرتفع ، والمراد غرف الجنة ، وهي من الزَّبَرجد والدُّرّ والياقوت ، { بما صَبَروا } على دينهم وعلى أذى المشركين . قوله تعالى : { ويُلَقَّوْنَ فيها } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وحفص عن عاصم : { ويُلَقَّوْنَ } بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف . وقرأ ابن عامر ، وحمزة ، والكسائي ، وأبو بكر عن عاصم : { ويَلْقَوْنَ } بفتح الياء وسكون اللام وتخفيف القاف ، { تحيَّةً وسلاماً } قال ابن عباس : يُحيِّي بعضُهم بعضاً بالسلام ، ويرسل إِليهم الرَّبُّ عز وجل بالسلام . وقال مقاتل : { تحيةً } يعني السلام ، { وسلاماً } أي سلَّم الله لهم أمرهم وتجاوز عنهم . قوله تعالى : { قل ما يَعْبَأُ بكم ربِّي } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : ما يصنع بكم ! قاله ابن عباس . والثاني : أيّ وزن يكون لكم عنده ؛ تقول : ما عبأتُ بفلان ، أي : ما كان له عندي وزن ولا قَدْر ، قاله الزجاج . والثالث : ما يعبأ بعذابكم ، قاله ابن قتيبة . وفي قوله : { لولا دُعاؤكم } أربعة أقوال . أحدها : لولا إِيمانكم ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . والثاني : لولا عبادتكم ، رواه الضحاك عن ابن عباس . والثالث : لولا دعاؤه إِيّاكم لِتعبُدوه ، قاله مجاهد ؛ والمراد نفع الخَلْق ، لأن الله تعالى غير محتاج . والرابع : لولا توحيدكم ، حكاه الزجاج . وعلى قول الأكثرين ليس في الآية إِضمار ؛ وقال ابن قتيبة : فيها إِضمار تقديره : ما يعبأ بعذابكم لولا ما تَدْعونه من الشريك والولد ، ويوضح ذلك [ قوله ] : { فسوف يكون لِزَاماً } يعني : العذاب ، ومثله قول الشاعر : @ مَنْ شَاءَ دَلَّى النَّفْسَ في هُوَّةٍ ضَنْكٍ ولكِنْ مَنْ لَهُ بالمَضِيقْ @@ أي : بالخروج من المضيق . وهل هذا خطاب للمؤمنين ، أو للكفار ؟ فيه قولان . فأما قوله تعالى : { فقد كذَّبْتُم } فهو خطاب لأهل مكة حين كذَّبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، { فسوف يكون } يعني : تكذيبكم { لزَاماً } أي : عذاباً لازماً [ لكم ] ؛ وفيه ثلاثة أقوال . أحدها : أنه قتلهم يوم بدر ، فقُتلوا يومئذ ، واتصل بهم عذاب الآخرة لازماً لهم ، وهذا مذهب ابن مسعود ، وأُبيِّ بن كعب ، ومجاهد في آخرين . والثاني : أنه الموت ، قاله ابن عباس . والثالث : أن اللِّزام : القتال ، قاله ابن زيد .