Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 1-9)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { طسۤمۤ } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر : { طسۤمۤ } بفتح الطاء وإِدغام النون من هجاء « سين » عند الميم . وقرأ حمزة ، والكسائي ، وخلف ، وأبان ، والمفضل : { طِسۤمۤ } و { طِسۤ } [ النمل ] بامالة الطاء فيهما . وأظهر النون من هجاء « سين » عند الميم حمزة هاهنا وفي ( القصص ) . وفي معنى { طسۤمۤ } أربعة أقوال . أحدها : أنها حروف من كلمات ، ثم فيها ثلاثة أقوال . أحدها : [ ما ] رواه عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال : " لما نزلت { طسۤمۤ } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الطاء : طور سيناء ، والسين : الاسكندرية ، والميم : مكة » " . والثاني : [ أن ] الطاء : طَيْبَة ، وسين : بيت المقدس ، وميم : مكة ، [ رواه الضحاك عن ابن عباس ] . والثالث : الطاء شجرة طوبى ، والسين : سدرة المنتهى ، والميم : محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله جعفر الصادق . والثاني : أنه قسم أقسم الله به ، وهو من أسماء الله تعالى ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . وقد بيَّنَّا كيف يكون مثل هذا من أسماء الله تعالى في فاتحة مريم . وقال القرظي : أقسم الله بطَوْلِه وسَنائه ومُلكه . والثالث : انه اسم للسُّورة ، قاله مجاهد . والرابع : أنه اسم من أسماء القرآن ، قاله قتادة ، وأبو روق . وما بعد هذا قد سبق تفسيره [ المائدة : 15 ، الكهف : 6 ] إِلى قوله : { ألاَّ يكونوا مؤمنين } والمعنى : لعلّك قاتل نفسك لتركهم الإِيمان . ثم أخبر أنه لو أراد أن يُنزل عليهم ما يضطرهم إِلى الإِيمان لفعل ، فقال : { إِن نَشَأْ نُنَزَّلْ } وقرأ أبو رزين ، وأبو المتوكل : { إِن يَشَأْ يُنَزِّلْ } بالياء فيهما ، { عليهم من السماء آية فظلَّت أعناقُهم لها خاضعين } جعل الفعل أولاً للأعناق ، ثم جعل « خاضعين » للرجال ، لأن الأعناق إِذا خضعت فأربابها خاضعون . وقيل : لمّا وصف الأعناق بالخضوع ، وهو من صفات بني آدم ، أخرج الفعل مخرج الآدميِّين كما بيَّنَّا في قوله : { والشمسَ والقمرَ رأيتُهم لي ساجدِين } [ يوسف : 4 ] ، وهذا اختيار أبي عبيدة . وقال الزجاج : قوله : { فظلَّت } معناه : فتَظَلُّ ، لأن الجزاء يقع فيه لفظ الماضي في معنى المستقبل ، كقولك : إِن تأْتني أكرمتُكَ ، معناه : أُكْرِمْكَ ؛ وإِنما قال : { خاضعِين } لأن خضوع الأعناق هو خضوع أصحابها ، وذلك أن الخضوع لمَّا لم يكن إِلا بخضوع الأعناق ، جاز أن يخبر عن المضاف إِليه ، كما قال الشاعر : @ رَأتْ مَرَّ السّنِينَ أخَذْنَ مِنِّي كمَا أخَذَ السِّرَارُ مِنَ الهِلالِ @@ فلما كانت السّنون لا تكون إِلا بمَرٍّ ، أخبر عن السنين ، وإِن كان أضاف إِليها المرور . قال : وجاء في التفسير أنه يعني بالأعناق كبراءَهم ورؤساءَهم . وجاء في اللغة : أن أعناقهم جماعاتهم ؛ يقال : جاءني عُنُق من الناس ، أي : جماعة . وما بعد هذا قد سبق تفسيره [ الأنبياء : 2 ] إِلى قوله : { أَولَم يَرَو إِلى الأرض } يعني المكذِّبين بالبعث { كم أَنْبَتْنَا فيها } بعد أن لم يكن فيها نبات { من كُلِّ زوج كريم } قال ابن قتيبة : من كل جنس حسن . وقال الزجاج : الزوج : النوع ، والكريم : المحمود . قوله تعالى : { إِنَّ في ذلك } الإِنبات { لآيةً } تدل على وحدانية الله وقُدرته { وما كان أكثرُهم مؤمنين } أي : ما كان أكثرهم يؤمِن في عِلْم الله ، { وإِنَّ ربَّك لَهوَ العزيز } المنتقِم من أعدائه { الرَّحيمُ } بأوليائه .