Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 52-59)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِنَّكم مُتَّبَعُونَ } أي : يَتبعكم فرعون وقومه . قوله تعالى : { إِنَّ هؤلاء } المعنى : وقال فرعون : إِن هؤلاء ، يعني بني إِسرائيل { لَشِرْذِمَةٌ } قال ابن قتيبة : أي : طائفة . قال الزجاج : والشرذمة في كلام العرب : القليل . قال المفسرون : وكانوا ستمائة ألف ، وإِنما استقلَّهم بالإِضافة إِلى جنده ، وكان جنده لا يُحصى . قوله تعالى : { وإِنَّهم لَنَا لَغَائِظُون } تقول : غاظني الشيء ، إِذا أغضبك . قال ابن جرير : وذُكر أن غيظهم كان لقتل الملائكة من قَتَلَتْ من أبكارهم . قال : ويحتمل أن غيظهم لذهابهم بالعواري التي استعاروها من حُليِّهم ، ويحتمل أن يكون لفراقهم إِياهم وخروجهم من أرضهم على كُره منهم . قوله تعالى : { وإِنَّا لَجَمِيعٌ حَذِرون } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو : { حَذِرون } بغير ألف . وقرأ الباقون : { حاذِرون } بألف . وهل بينهما فرق ؟ فيه قولان . أحدهما : أن الحاذر : المستعدُّ ، والحذر : المتيقّظ ، وجاء في التفسير أن معنى حاذرين : مُؤْدُون ، أي : ذَوو أداة ، وهي السلاح ، لأنها أداة الحرب . والثاني : أنهما لغتان معناهما واحد ؛ قال أبو عبيدة : يقال : رجل حَذِرٌ وحَذُرٌ وحاذرٌ . والمَقام الكريم : المنزل الحسن . وفي قوله : { كذلك } قولان . أحدهما : كذلك أفعل بمن عصاني ، قاله ابن السائب . والثاني : الأمر كذلك ، أي : كما وصفنا ، قاله الزجاج . قوله تعالى : { وأورثناها بني إِسرائيل } وذلك أن الله تعالى ردَّهم إِلى مصر بعد غرق فرعون ، وأعطاهم ما كان لفرعون وقومه من المساكن والأموال . وقال ابن جرير الطبري : إِنما جعل ديار آل فرعون مُلْكاً لبني إِسرائيل ، ولم يَرْدُدْهم إِليها لكنه جعل مساكنهم الشام .