Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 69-82)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { هل يَسْمَعُونكم } والمعنى : هل يَسمعون دعاءكم . وقرأ سعيد بن جبير ، وابن يعمر ، وعاصم الجحدري : { هل يُسْمِعونكم } بضم الياء وكسر الميم ، { إِذ تَدْعُون } قال الزجاج : إِن شئت بيَّنت الذال ، وإِن شئت أدغمتها في التاء وهو أجود في العربية ، لقرب الذال من التاء . قوله تعالى : { أو يَنْفَعونكم } أي : إِن عبدتموهم { أو يَضُرُّونَ } إِن لم تعبدوهم ؟ فأخبروا عن تقليد آبائهم . قوله تعالى : { فإنَّهم عَدُوٌّ لي } فيه وجهان . أحدهما : أن لفظه لفظ الواحد والمراد به الجميع ؛ فالمعنى : فانهم أعداءٌ لي . والثاني : فان كلَّ معبود لكم عدوٌّ لي . فان قيل : ما وجه وصف الجماد بالعداوة ؟ فالجواب : من وجهين . أحدهما : أن معناه : فانهم عدوٌّ لي يوم القيامة إِن عبدتُهم . والثاني : أنه من المقلوب ؛ والمعنى : فإنِّي عدوٌّ لهم ، لأن مَنْ عاديتَه عاداكَ ، قاله ابن قتيبة . وفي قوله : { إِلاّ رَبَّ العالَمِين } قولان . أحدهما : أنه استثناء من الجنس ، لأنه عَلِم أنهم كانوا يعبُدون الله مع آلهتهم ، قاله ابن زيد . والثاني : أنه من غير الجنس ؛ والمعنى : لكن ربّ العالمين [ ليس كذلك ] ، قاله أكثر النحويين . قوله تعالى : { الذي خلقني فهو يَهْدِين } أي : إِلى الرّشد ، لا ما تعبُدون ، { والذي هو يُطْعِمُني وَيَسْقين } أي : هو رازقي الطعام والشراب . فإن قيل : لم قال : { مرضتُ } ، ولم يقل « أمرضَني » ؟ فالجواب : أنه أراد الثناء على ربّه فأضاف إِليه الخير المحض ، لأنه لو قال : « أمرضَني » لعدَّ قومُه ذلك عيباً ، فاستعمل حُسن الأدب ؛ ونظيره قصة الخضر حين قال في العيب : { فأردتُ } [ الكهف : 79 ] ، وفي الخير المحض : { فأراد ربُّكَ } [ الكهف : 82 ] . فإن قيل : فهذا يردُّه قوله : { والذي يُميتني } . فالجواب : أن القوم كانوا لا يُنكرون الموت ، وإِنما يجعلون له سبباً سوى تقدير الله عز وجل ، فأضافه إِبراهيم إِلى الله عز وجل ، وقوله : { ثم يُحيين } يعني للبعث : [ وهو ] أمرٌ لا يُقِرُّون به ، وإِنما قاله استدلالاً عليهم ؛ والمعنى : أن ما وافقتموني عليه موجب لِصِحَّة قولي فيما خالفتموني فيه . قوله تعالى : { والذي أَطْمَعُ أن يَغْفِر لي خطيئتي } يعني : ما يجري على مِثْلِي من الزَّلل ؛ والمفسرون يقولون : إِنما عنى الكلمات الثلاث التي ذكرناها في [ الأنبياء : 63 ] ، { يومَ الدِّين } يعني : يوم الحشر والحساب ؛ وهذا احتجاج على قومه أنه لا تصلحُ الإِلهية إِلا لِمَنْ فَعَلَ هذه الأفعال .