Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 1-8)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { طسۤ } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أنه قسم أقسم الله به ، وهو من أسمائه ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . وفي رواية أخرى عنه ، قال : هو اسم الله الأعظم . والثاني : اسم من أسماء القرآن ، قاله قتاده . والثالث : الطاء من اللطيف ، والسين من السميع ، حكاه الثعلبي . قوله تعالى : { وكِتَابٍ مُبِينٍ } وقرأ أبو المتوكل ، وأبو عمران ، وابن أبي عبلة : { وكتابٌ مبينٌ } بالرفع فيهما . قوله تعالى : { وبُشْرى } أي : بشرى بما فيه من الثواب للمصدِّقين . قوله تعالى : { زيَّنَّا لَهم أعمالهم } أي : حبَّبْنا إِليهم قبيح فعلهم . وقد بيَّنَّا حقيقة التزبين والعَمَه في [ البقرة : 15 ، 212 ] . وسُوءُ العذاب : شديده . قوله تعالى : { هم الأخسرون } لأنهم خسروا أنفسهم وأهليهم وصاروا إِلى النار . قوله تعالى : { وإِنَّكَ لَتُلَقَّى القُرآنَ } قال ابن قتيبة : أي : يُلْقَى عليك فتَتَلَقَّاه أنت ، أي : تأخذه . { إِذ قال موسى } المعنى : اذكر إِذ قال موسى . قوله تعالى : { بشهاب قَبَس } قرأ عاصم ، وحمزة ، والكسائي ، ويعقوب إِلاّ زيداً : { بشهابٍ } بالتنوين . وقرأ الباقون على الإِضافة غير منوَّن . قال الزجاج : من نوَّن الشهاب ، وجعل القبس من صفة الشهاب ، وكل أبيض ذي نور ، فهو شهاب . فأما من أضاف ، فقال الفراء : هذا مما يضاف إِلى نفسه إِذا اختلفت الأسماء ، كقوله : { وَلدارُ الآخرة } [ يوسف : 109 ] . قال ابن قتيبة : الشِّهاب : النار ، والقَبَس : النار تُقْبَس ، يقال : قَبَسْتُ النار قَبْساً ، واسم ما قَبَستَ : قَبَسٌ . قوله تعالى : { تَصْطَلُونَ } أي : تستدفئون ، وكان الزمان شتاءً . قوله تعالى : { فلمّا جاءها } أي : جاء موسى النارَ ، وإِنما كان نوراً فاعتقده ناراً ، { نُوديَ أن بُورِكَ مَنْ في النّار } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : أن المعنى : قُدِّس مَنْ في النّار ، وهو الله عز وجل ، قاله ابن عباس ، والحسن ، والمعنى : قُدِّس مَنْ ناداه مِنَ النّار ، لا أنّ الله عز وجل يَحُلُّ في شيء . والثاني : أن « مَنْ » زائدة ؛ والمعنى : بوركتِ النَّارُ ، قاله مجاهد . والثالث : أن المعنى : بُورِك على من في النار ، أو فيمن في النار ؛ قال الفراء : والعرب تقول : باركه الله ، وبارك عليه ، وبارك فيه ، بمعنى واحد ، والتقدير : بُورِك من في طلب النار ، وهو موسى ، فحذف المضاف . وهذه تحيَّة من الله تعالى لموسى بالبركة ، كما حيَّا إِبراهيمَ بالبركة على ألسنة الملائكة حين دخلوا عليه ، فقالوا : { رحمةُ الله وبركاتُه عليكم أهلَ البيت } [ هود : 73 ] . فخرج في قوله : { بُورِك } قولان : أحدهما : قدِّس . والثاني : من البَرَكة . وفي قوله { ومَنْ حَوْلَها } ثلاثة أقوال : أحدها : الملائكة ، قاله ابن عباس ، والحسن . والثاني : موسى والملائكة ، قاله محمد بن كعب . والثالث : موسى ؛ فالمعنى : بُورِك فيمن يطلبها وهو قريب منها .