Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 9-14)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّه أنا اللّهُ } الهاء عماد في قول أهل اللغة ؛ وعلى قول السدي : هي كناية عن المنادي ، لأن موسى قال : مَن هذا الذي يناديني ؟ فقيل : { إِنَّه أنا الله } . قوله تعالى : { وأَلْقِ عصاكَ } في الآية محذوف ، تقديره : فألقاها فصارت حيَّة ، { فلمَّا رآها تهتزُّ كأنَّها جانٌّ } قال الفراء : الجانّ : الحيَّة التي ليست بالعظيمة ولا بالصغيرة . قوله تعالى : { ولَمْ يُعَقِّبْ } فيه قولان . أحدهما : لم يلتفت ، قاله قتادة . والثاني : لم يرجع ، قاله ابن قتيبة ، والزجاج . قال ابن قتيبة : وأهل النظر يرون أنه مأخوذ من العَقْبِ . قوله تعالى : { إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ المُرْسَلُونَ } أي : لا يخافون عندي . وقيل : المراد : في الموضع الذي يوحى إِليهم فيه ، فكأنه نبَّهه على أن من آمنه الله بالنبوَّة من عذابه لا ينبغي أن يخاف من حيَّة . وفي قوله : { إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ } ثلاثة أقوال . أحدها : أنه استثناء صحيح ، قاله الحسن ، وقتادة ، ومقاتل ؛ والمعنى : إِلا من ظَلَمَ منهم فانه يخاف . قال ابن قتيبة : علم الله تعالى أن موسى مُسْتَشْعِرٌ خِيفةً من ذَنْبه في الرَّجل الذي وَكزَه ، فقال { إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً } أي : توبة وندماً ، فانه يخاف ، وإِني غفور رحيم . والثاني : أنه استثناء منقطع ؛ والمعنى : لكن من ظلَمَ فانه يخاف ، قاله ابن السائب ، والزجاج . وقال الفراء : « مَنْ » مستثناة من الذين تُركوا في الكلام ، كأنه قال : لا يخاف لديّ المرسَلون ، إِنما الخوف على غيرهم ، إِلا من ظَلَمَ ، فتكون « مَنْ » مستثناة . وقال ابن جرير : في الآية محذوف ، تقديره : إِلا من ظَلَمَ ، فمن ظَلَمَ ثم بدَّل حُسْناً . والثالث : أن « إِلاّ » بمعنى الواو ، فهو كقوله { لِئَلاَّ يكونَ للناس عليكم حُجَّةٌ إِلاَّ الذين ظَلَموا مِنْهُمْ } [ البقرة150 ] ، حكاه الفراء عن بعض النحويين ، ولم يرضه . وقرأ أُبيُّ بن كعب ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وعاصم الجحدري ، وابن يعمر : { أَلا مَنْ ظَلَمَ } بفتح الهمزة وتخفيف اللام . وللمفسرين في المراد بالظلم هاهنا قولان . أحدهما : المعاصي . والثاني : الشِّرك . ومعنى { حُسْناً } : توبة وندماً . وقرأ ابن مسعود ، والضَّحَّاك ، وأبو رجاء ، والأعمش ، وابن السميفع ، وعبد الوارث عن أبي عمرو : { حَسَناً } بفتح الحاء والسين . { بَعْدَ سُوءٍ } أي : بعد إِساءة . وقيل : الإِشارة بهذا إِلى أن موسى وإِن كان [ قد ] ظلم نفسه بقتل القبطي ، فان الله يغفِر له ، لأنه ندم على ذلك وتاب . قوله تعالى : { وأَدْخِلْ يَدَكَ في جَيْبِكَ } الجَيْب حيث جِيبَ من القميص ، أي : قُطِع . قال ابن جرير : إِنَّما أًُمر بادخاله يده في جيبه ، لأنه كان عليه حينئذ مِدْرَعة من صوف ليس لها كُمّ . والسُّوء : البَرَص . قوله تعالى : { في تِسْعِ آيات } قال الزجاج : « في » مِنْ صلة قوله { وأَلْقِ عصاك } { وأدخل يدك } ، فالتأويل : أظْهِر هاتين الآيتين في تسع آيات . و « في » بمعنى « مِنْ » ، فتأويله : مِنْ تسع آيات ؛ تقول : خذ لي عشراً من الإِبل فيها فحلان ، أي : منها فحلان ، وقد شرحنا الآيات في [ بني إِسرائيل : 101 ] . قوله تعالى : { إِلى فرعون وقومه } أي : مٌرْسَلاً إِلى فرعون وقَومِه ، فحذف ذلك لأنه معروف ، { فلما جاءتهم آياتُنا مُبْصِرَةً } أي : بيِّنة واضحة ، وهو كقوله { وآتَينا ثمودَ الناقةَ مُبْصِرَةً } [ الاسراء : 59 ] وقد شرحناه . قوله تعالى : { قالوا هذا } أي : هذا الذي نراه عِياناً { سِحْرٌ مُبِين } { وجَحَدوا بها } أي : أنكرها { واستَيْقَنَتْها أنْفُسُهم } أنّها مِنْ عند الله ، { ظُلْماً } أي : شِركاً { وعُلُوّاً } أي : تكبراً . قال الزجاج : المعنى : وجحدوا بها ظُلماً وعُلُوّاً ، أي : ترفُّعاً عن أن يؤمِنوا بما جاء به موسى وهم يعلمون أنها من عند الله .