Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 59-61)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قُلِ الحمدُ لله } هذا خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أُمِرَ أن يَحْمَد اللّهَ على هلاك الأمم الكافرة ، وقيل : على جميع نِعَمه ، { وسلامٌ على عباده ، الذين اصطفى } فيهم أربعة أقوال . أحدها : الرسل ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . وروى عنه عكرمة ، قال : اصطفى إِبراهيم بالخُلَّة ، وموسى بالكلام ، ومحمداً بالرؤية . والثاني : أنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، رواه أبو مالك عن ابن عباس ، وبه قال السدي . والثالث : أنهم الذين وحَّدوه وآمنوا به ، رواه عطاء عن ابن عباس . والرابع : أنه محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله ابن السائب . قوله تعالى : { آللّهُ خَيْرٌ أمَّا يُشْرِكونَ } قال أبو عبيدة : مجازه : أو ما يشركون ، وهذا خطاب للمشركين ؛ والمعنى : آلله خير لمن عبده ، أم الأصنام لعابديها ؟ ! ومعنى الكلام : أنه لمَّا قصَّ عليهم قصص الأمم الخالية ، أخبرهم أنَّه نجَّى عابديه ، ولم تُغْنِ الأصنام عنهم . قوله تعالى : { أمَّنْ خَلَقَ السموات } تقديره : أمَّا يشركون خير ، أمَّن خلق السماوات { والأرضَ وأنزلَ لكم من السماءِ ماءً فأنبتنا به حدائق ذات بهجة } ؟ ! فأمَّا الحدائق ، فقال ابن قتيبة : هي البساتين ، واحدها : حديقة ، سميت بذلك لأنه يُحْدَقُ عليها ، أي : يُحْظَر ، والبهجة : الحُسن . قوله تعالى : { ما كان لكم أن تُنْبتُوا شجرها } أي : ما ينبغي لكم ذلك [ لأنكم ] لا تقدرون عليه . ثم قال مستفهماً مُنْكِراً عليهم : { أإِله مع الله } ؟ ! أي : ليس معه إِله { بل هم } يعني : كفار مكة { قوم يَعْدِلون } وقد شرحناه في فاتحة [ الأنعام ] . { أمَّنْ جَعَلَ الأرض قراراً } أي : مُسْتَقَرّاً لا تَمِيد بأهلها { وجَعَلَ خلالها } أي : فيما بينها { أنهاراً وجعل لها رواسيَ } أي جبالاً ثوابتَ { وجعل بين البحرين حاجزاً } أي : مانعاً من قدرته بين العذْب والمِلْح ان يختلطا { بل أكثرهم لا يَعْلَمونَ } قَدْر عَظَمة الله .