Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 62-75)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أمَّنْ يجيب المُضْطَرَّ } وهو : المكروب المجهود ؛ { ويَكْشِفُ السُّوء } يعني الضُّرَّ { ويجعلُكم خُلَفَاءَ الأرض } أي : يُهلك قرناً وينشىء آخرين ، و { تَذَكَّرون } بمعنى تتَّعظون . وقرأها أبو عمرو بالياء ، والباقون بالتاء . { أمَّنْ يَهديكم } أي : يُرشدكم إِلى مقاصدكم إِذا سافرتم { في ظُلُمات البرِّ والبحر } وقد بيَّنَّاها في [ الأنعام : 63 ، 97 ] وشرحنا ما يليها من الكلمات فيما مضى [ الأعراف : 57 ، ويونس : 4 ] إِلى قوله : { وما يَشْعُرونَ } يعني مَنْ في السموات والأرض { أيَّانَ يُبْعَثُونَ } أي : متى يُبْعَثون بعد موتهم . قوله تعالى : { بل أَدْرَكَ عِلْمُهم في الآخرة } قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو : { بل أَدْرَكَ } قال مجاهد : « بل » بمعنى « أم » والمعنى : لم يُدْرِكْ عِلْمُهم ، وقال الفراء : المعنى : هل أَدرك عِلْمُهم عِلْم الآخرة ؟ فعلى هذا يكون المعنى : إِنهم لا يقفون في الدنيا على حقيقة العِلْم بالآخرة . وقرأ نافع ، وابن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي : { بل ادّارَكَ } على معنى : بل تدارك ، أي : تتابع وتلاحق ، فأُدغمت التاء في الدال ، ثم في معناها قولان . أحدهما : بل تكامل عِلْمهم يوم القيامة لأنهم مبعوثون ، قاله الزجاج . وقال ابن عباس : ما جهلوه في الدُّنيا ، عَلِموه في الآخرة . والثاني : بل تدارك ظَنُّهم وحَدْسهم في الحكم على الآخرة ، فتارة يقولون : إِنها كائنة ، وتارة يقولون : لا تكون ، قاله ابن قتيبة . وروى أبو بكر عن عاصم : { بل ادّرَكَ } على وزن افتعل من أدركت . قوله تعالى : { بل هم في شَكِّ منها } أي : بل هم اليوم في شك من القيامة { بل هم منها عَمُونَ } قال ابن قتيبة : أي : من عِلْمِها . وما بعد هذا قد سبق بيانه [ النحل : 127 ، المؤمنون : 35 ، 82 ] إِلى قوله : { متى هذا الوعد } يعنون : العذاب الذي تَعِدنا . { قُلْ عسى أن يكون رَدِف لكم } قال ابن عباس : قَرُب لكم . وقال ابن قتيبة : تَبِعَكم ، واللام زائدة ، كأنه قال : رَدِفَكم . وفي ما تبعهم مِمَّا استعجلوه قولان . أحدهما : يوم بدر . والثاني : عذاب القبر . قوله تعالى : { وإِنَّ ربَّكَ لَذُو فَضْلٍ على النَّاس } قال مقاتل : على أهل مكة حين لا يعجل عليهم بالعذاب . قوله تعالى : { وإِنَّ ربَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدورهم } أي : ما تُخفيه { وما يُعْلِنون } بألسنتهم من عداوتك وخلافك ؛ والمعنى : أنه يجازيهم عليه . { وما مِنْ غائبة } أي : وما من جملة غائبة { إِلا في كتاب } يعني اللوح المحفوظ ؛ والمعنى : إِنَّ عِلْم ما يستعجلونه من العذاب بَيِّنٌ عند الله وإِن غاب عن الخَلْق .