Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 38-42)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فأَوْقِد لي يا هامانُ على الطِّين } قال ابن قتيبة : المعنى : اصنع لي الآجُرّ { فاجْعَلْ لي صَرْحاً } أي : قصراً عالياً . وقال الزجاج : الصَّرْح : كلُّ بناءٍ متَّسع مرتفع . وجاء في التفسير أنَّه لمَّا أمر هامان وهو وزيره ببناء الصَّرْح ، جمع العمَّال والفَعَلة حتى اجتمع خمسون ألف بنَّاء سوى الأتباع ، فرفعوه وشيَّدوه حتى ارتفع ارتفاعاً لم يبلغه بنيان أحد قَطٌّ ، فلمَّا تمَّ ارتقى فرعون فوقه ، وأمر بنُشَّابَةٍ فرمى بها نحو السماء ، فرُدَّت وهي متلطِّخة بالدَّم ، فقال : قد قتلتُ إِله موسى ، فبعث الله تعالى جبريلَ فضربه بجناحه فقطعه ثلاث قطع ، فوقعت قطعة على عسكر فرعون فقتلتْ ألف ألف رجل ، ووقعت قطعة أخرى في البحر ، وأخرى في المغرب . قوله تعالى : { لَعَلِّي أطَّلِعُ إِلى إِله موسى } أي : أصعد إِليه وأُشْرِفُ عليه { وإِنِّي لأظُنُّه } يعني موسى { من الكاذبين } في ادِّعائه إِلهاً غيري . وقال ابن جرير : المعنى : أظنُّ موسى كاذباً في ادِّعائه أنَّ في السماء ربّاً أرسله . { واستكبر هو وجنودُه في الأرض } يعني أرض مصر { بغير الحق } أي : بالباطل والظُّلم { وظنُّوا أنَّهم إِلينا لا يُرْجَعون } بالبعث للجزاء . قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وعاصم ، وابن عامر : { يُرْجَعون } برفع الياء ؛ وقرأ نافع ، وحمزة ، والكسائي : بفتحها . قوله تعالى : { وجعلناهم } أي : في الدنيا { أئمَّةً } أي : قادة في الكفر يأتمُّ بهم العتاة ، { يَدْعُونَ إِلى النَّار } لأن من أطاعهم دخلها ؛ { ويُنْصَرون } بمعنى : يُمْنَعون من العذاب . وما بعد هذا مفسر في [ هود : 60 ، 99 ] . قوله تعالى : { من المقبوحين } أي : من المُبعَدين الملعونين ؛ قال أبو زيد : يقال : قَبَحَ اللّهُ فلاناً ، أي : أبعده من كل خير . وقال ابن جريج : معنى الآية : وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنةً ويوم القيامة لعنةً أخرى ، ثم استقبل الكلام ، فقال : هم من المقبوحين .