Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 43-47)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنا القرونَ الأولى } يعني قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم { بصائرَ للناس } أي : ليبصروا به ويهتدوا . قوله تعالى : { وما كنتَ بجانب الغربيِّ } قال الزجاج : أي : وما كنتَ بجانب الجبل الغربيّ . قوله تعالى : { إِذ قَضَيْنا إِلى موسى الأمرَ } أي : أحْكَمْنا الأمر معه بارساله إِلى فرعون وقومه ، { وما كنتَ مِن الشاهدين } لذلك الأمر ؛ وفي هذا بيان لصحة نبوَّة نبيِّنا صلى الله عليه وسلم ، لأنهم يعلمون أنه لم يقرأ الكتب ، ولم يشاهِد ما جرى ، فلولا أنَّه أُوحي إِليه ذلك ، ما علم . قوله تعالى : { ولكنَّا أنشأْنا قروناً } أي : خَلَقْنا أُمماً مِن بعد موسى { فتَطَاوَلَ عليهم العُمُرُ } أي : طال إِمهالُهم فنسوا عهد الله وتركوا أمره ؛ وهذا يدلُّ على أنه قد عُهد إِلى موسى وقومه عهود في أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، وأُمروا بالإِيمان به ، فلمَّا طال إِمهالُهم ، أعرضوا عن مراعاة العهود ، { وما كنتَ ثاوياً } أي : مقيماً { في أهل مَدْيَنَ } فتَعْلَم خبر موسى وشعيب وابنتيه فتتلو ذلك على أهل مكة ، { ولكنَّا كُنَّا مرسِلِين } أرسلناكَ إِلى أهل مكة ، وأخبرناك خبر المتقدِّمِين ، ولولا ذلك ما علمتَه . { وما كنتَ بجانب الطُّور } أي : بناحية الجبل الذي كُلّم عليه موسى { إِذ نادَيْنا } موسى وكلَّمناه ، هذا قول الأكثرين ؛ وقال أبو هريرة : كان هذا النداء : يا أُمَّة محمد ، أعطيتُكم قبل أن تسألوني . وأستجيب لكم قبل أن تدعوني . قوله تعالى : { ولكن رحمةً مِنْ ربِّك } قال الزجاج : المعنى : لم تُشاهِد قصص الأنبياء ، ولكنَّا أوحينا إِليك وقصصناها عليك ، رحمةً من ربِّك . { ولولا أن تصيبهم مصيبة } جواب « لولا » محذوف ، تقديره : لولا أنهم يحتجُّون بترك الإِرسال إِليهم لعاجلناهم بالعقوبة . وقيل : لولا ذلك لم نَحْتَجْ إِلى إِرسال الرسل ومؤاثرة الاحتجاج .