Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 59-61)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وما كان ربُّك مُهْلِكَ القُرى } يعني القرى الكافر أهلها { حتَّى يَبْعَثَ في أُمِّها } أي : في أعظمها { رسولاً } ، وإِنما خصَّ الأعظم ببعثة الرسول ، لأن الرسول إِنَّما يُبعث إِلى الأشراف ، وأشراف القوم ملوكهم ، وإِنما يسكُنون المواضع التي هي أُمُّ ما حولها . وقال قتادة : أُم القرى : مكة ، والرسول : محمد . قوله تعالى : { يَتْلو عليهم آياتنا } قال مقاتل : يخبرهم الرسول أنَّ العذاب نازل بهم إِن لم يؤمنوا . قوله تعالى : { وما كُنَّا مُهْلِكي القرى إِلاَّ وأهلها ظالمون } أي : بظلمهم أُهلكهم . وظلمهم : شركهم . { وما أُوتيتم من شيء } أي : ما أُعطيتم من مال وخير { فمتاعُ الحياة الدُّنيا } تتمتَّعون به أيام حياتكم ثم يفنى وينقضي ، { وما عند الله } من الثواب { خير وأبقى } أفضل وأَدْوَم لأهله { أفلا تَعْقِلون } أَنَّ الباقي أفضل مِنَ الفاني ؟ ! قوله تعالى : { أفَمَنْ وَعَدْناه وَعْداً حَسَناً } اختُلف فيمن نزلت على أربعة أقوال . أحدها : أنها نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي جهل . والثاني : في عليّ وحمزة عليهما السلام ، وأبي جهل . والقولان مرويان عن مجاهد . والثالث : في المؤمن والكافر ، قاله قتادة . والرابع : في عمَّار والوليد بن المغيرة ، قاله السدي . وفي الوعد الحسن قولان . أحدهما : الجنة . والثاني : النصر . قوله تعالى : { فهو لاقِيه } أي : مُصيبه ومُدْرِكه { كَمَنْ مَتَّعْناه متاع الحياة الدنيا } أي : كمن هو ممتَّع بشيء يفنى ويزول عن قريب { ثُمَّ هو يومَ القيامة من المُحْضَرِين } فيه قولان . أحدهما : من المُحْضَرِين في عذاب الله ، قاله قتادة . والثاني : من المُحْضَرِين للجزاء ، حكاه الماوردي .