Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 76-77)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّ قارونَ كان من قوم موسى } أي : من عشيرته ؛ وفي نسبه إِلى موسى ثلاثة أقوال . أحدها : أنه كان ابن عمه ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وبه قال عبد الله بن الحارث ، وإِبراهيم ، وابن جريج . والثاني : ابن خالته ، رواه عطاء عن ابن عباس . والثالث : أنه كان عمَّ موسى ، قاله ابن إِسحاق . قال الزجاج : « قارون » اسم أعجمي لا ينصرف ، ولو كان « فاعولاً » من العربية من « قرنتُ الشيء » لانصرف . قوله تعالى : { فبغى عليهم } فيه خمسة أقوال . أحدها : أنه جعل لِبَغِيٍّ جُعْلاً على أن تقذف موسى بنفسها ، ففعلت ، فاستحلفها موسى على ما قالت ، فأخبرته بقصتها ، فكان هذا بغيه ، قاله ابن عباس . والثاني : أنه بغى بالكفر بالله تعالى ، قاله الضحاك . والثالث : بالكِبْر ، قاله قتادة . والرابع : أنه زاد في طول ثيابه شِبراً ، قاله عطاء الخراساني ، وشهر بن حوشب . والخامس : أنه كان يخدم فرعون فتعدَّى على بني إِسرائيل وظلمهم ، حكاه الماوردي . وفي المراد بمفاتحه قولان . أحدهما : أنها مفاتيح الخزائن التي تفتح بها الأبواب ، قاله مجاهد ، وقتادة . وروى الأعمش عن خيثمة قال : كانت مفاتيح قارون وِقْر ستين بغلاً ، وكانت من جلود ، كل مفتاح مثل الأصبع . والثاني : أنها خزائنه ، قاله السدي ، وأبو صالح ، والضحاك . قال الزجاج : وهذا الأشبه أن تكون مفاتحه خزائن ماله ؛ وإِلى نحو هذا ذهب ابن قتيبة . قال أبو صالح : كانت خزائنه تُحمل على أربعين بغلاً . قوله تعالى : { لَتَنُوءُ بالعُصبة } أي : تُثقلهم وتُميلهم . ومعنى الكلام : لَتُنِيءُ العصبةَ ، فلمَّا دخلت الباءُ في « العُصْبة » انفتحت التاء ، كما تقول : هذا يَذْهَبُ بالأبصارِ ، وهذا يُذْهِبُ الأبصارَ ، وهذا اختيار الفراء ، وابن قتيبة ، والزجَّاج في آخرين . وقال بعضهم : هذا من المقلوب ، وتقديره : ما إِن العُصْبة لَتَنُوء بمفاتحه ، كما يقال : إِنها لَتَنُوء بها عجيزُتها ، أي : هي تَنْوء بعجيزتها ، وأنشدوا : @ فَدَيْتُ بِنَفْسِهِ نَفِسْي ومَالي ومَا آلُوكَ إِلاَّ مَا أُطِيقُ @@ أي : فديت بنفسي وبمالي نفسه ، وهذا اختيار أبي عبيدة ، والأخفش . وقد بيَّنَّا معنى العُصْبة في سورة [ يوسف : 8 ] ، و [ في ] المراد بها [ هاهنا ] ستة أقوال . أحدها : أربعون رجلاً ، رواه العوفي عن ابن عباس . والثاني : ما بين الثلاثة إِلى العشرة ، رواه الضحاك عن ابن عباس . والثالث : خمسة عشر ، قاله مجاهد . والرابع : فوق العشرة إِلى الأربعين ، قاله قتادة . والخامس : سبعون رجلاً ، قاله أبو صالح . والسادس : ما بين الخمسة عشر إِلى الأربعين ، حكاه الزجاج . قوله تعالى { إِذ قال له قومه } في القائل له قولان . أحدهما : أنهم المؤمنون من قومه ، قاله السدي . والثاني : أنه قول موسى له ، حكاه الماوردي . قوله تعالى : { لا تَفْرَحْ } قال ابن قتيبة : المعنى : لا تأشَرْ ، ولا تَبطَرْ ، قال الشاعر : @ ولستُ بِمِفْراحٍ إِذا الدَّهرُ سَرَّني ولا جازعٍ من صَرْفهِ المُتَحَوِّلِ @@ أي : لستُ بأَشِرٍ ، فأمَّا السرورُ ، فليس بمكروه . { إِنَّ الله لا يُحِبُّ الفَرِحِين } وقرأ أبو رجاء ، وأبو حيوة ، وعاصم الجحدري ، وابن أبي عبلة : { الفَارِحِين } [ بألف ] . قوله تعالى : { وابْتَغِ فيما آتاكَ اللّهُ } أي : اطلب فيما أعطاكَ اللّهُ من الأموال . وقرأ أبو المتوكل ، وابن السميفع : { واتَّبِعْ } بتشديد التاء وكسر الباء بعدها وعين ساكنة غير معجمة { الدارَ الآخرةَ } وهي : الجنة ؛ وذلك يكون بانفاقه في رضى الله تعالى وشُكر المُنْعِم به { ولا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِن الدُّنيا } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أن يعمل في الدنيا للآخرة ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، والجمهور . والثاني : أن يُقدِّم الفضل ويُمسك ما يُغْنيه ، قاله الحسن . والثالث : أن يستغنيَ بالحلال عن الحرام ، قاله قتادة . وفي معنى { وأَحْسِنْ كما أحسن اللّهُ إِليك } ثلاثة أقوال حكاها الماوردي . أحدها : أَعْطِ فضل مالك كما زادك على قدر حاجتك . والثاني : أَحْسِن فيما افترض عليك كما أحسن في إِنعامه إِليك . والثالث : أحسن في طلب الحلال كما أحسن إِليك في الإِحلال . قوله تعالى : { ولا تَبْغِ الفساد في الأرض } فتعمل فيها بالمعاصي .