Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 26-30)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فآمن له لوط } أي : صدَّق بابراهيم { وقال } يعني إِبراهيم { إِنِّي مُهَاجِر إِلى ربِّي } فيه قولان . أحدهما : إِلى رضى ربِّي . والثاني : إِلى حيث أمرني ربِّي ، فهاجر من سواد العراق إِلى الشام وهجر قومه المشركين . { ووهَبْنا له إِسحاق } بعد إِسماعيل { ويعقوبَ } من إِسحاق { وجَعَلْنا في ذُرِّيَّته النُّبُوَّة والكتاب } وذلك أن الله تعالى لم يبعث نبيّاً بعد إِبراهيم إِلاَّ مِنْ صُلبه { وآتيناه أجره في الدُّنيا } فيه أربعة أقوال . أحدها : الذِّكْر الحسن ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . والثاني : الثناء الحسن والولد الصالح ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثالث : العافية والعمل الحسن والثناء ، فلست تَلْقى أحداً من اهل الملَل إِلاَّ يتولاَّه ، قاله قتادة . والرابع : أنه أُري مكانَه من الجنة ، قاله السدي . قوله تعالى : { وإِنَّه في الآخرة لَمِنَ الصَّالحين } قد سبق بيانه [ البقرة : 130 ] . قال ابن جرير : له هناك جزاء الصَّالحين غير منقوص من الآخرة بما أُعطي في الدنيا من الأجر . وما بعد هذا قد سبق بيانه [ الأعراف : 80 ] إِلى قوله : { وتقطعون السبيل } وفيه ثلاثة أقوال . أحدها : أنهم كانوا يعترضون مَنْ مَرَّ بهم لعملهم الخبيث ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : أنهم كانوا إِذا جلسوا في مجالسهم يرمون ابن السبيل بالحجارة ، فيقطعون سبيل المسافر ، قاله مقاتل . والثالث : أنه قطع النسل للعدول عن النساء إِلى الرجال ، حكاه الماوردي . قوله تعالى : { وتأتون في ناديكم المُنْكَر } قال ابن قتيبة : النادي : المجلس ، والمُنْكَر يجمع الفواحش من القول والفعل . وللمفسرين في المراد بهذا المُنْكَر أربعة أقوال . أحدها : أنهم كانوا يَحْذِفون أهل الطريق ويسخرون منهم ، فذلك المنكر ، روته أم هانىء بنت أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال عكرمة ، والسدي : كانوا يَحْذِفون كلَّ مَنْ مَرَّ بهم . والثاني : لَفُّ القميص على اليد ، وجرُّ الإِزار ، وحَلُّ الأزرارِ ، والحذف والرمي بالبندق ، ولعب الحمام ، والصَّفير ، في خصال أُخَر رواها ميمون بن مهران عن ابن عباس . والثالث : أنه الضُّراط ، رواه عروة عن عائشة ، وكذلك فسَّره القاسم ابن محمد . والرابع : أنه إِتيان الرجال في مجالسهم ، قاله مجاهد ، وقتادة ، وابن زيد . وهذه الآية [ تدل ] على أنه لا ينبغي للمجتمعين أن يتعاشروا إِلا على ما يقرِّب من الله عز وجل ، ولا ينبغي ان يجتمعوا على الهزء واللعب . قوله تعالى : { ربِّ انْصُرْني } أي : بتصديق قولي في العذاب .