Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 24-25)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم عاد الكلام إِلى قصة إِبراهيم ، وهو قوله : { فما كان جوابَ قومه } أي : حين دعاهم إِلى الله ونهاهم عن الأصنام { إِلاَّ أن قالوا اقتُلوه أو حرِّقوه } وهذا بيان لسفه أحلامهم حين قابلوا احتجاجه عليهم بهذا . قوله تعالى : { فأنجاه الله } المعنى : فحرَّقوه فأنجاه الله { مِنَ النَّار } . قوله تعالى : { إِنَّ في ذلك } يشير إِلى إِنجائه إِبراهيم . قوله تعالى : { وقال } يعني إِبراهيم { إِنَّما اتَّخذتم مِنْ دون الله أوثاناً مَوَدَّةُ بَيْنِكُمْ } قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو : { مَوَدَّةُ بَيْنِكُمْ } بالرفع والإِضافة . قال الزجاج : { مَوَدَّةُ } مرفوعة باضمار « هي » ، كأنه قال : تلك مَوَدةُ بينِكم ، أي : أُلفتكم واجتماعكم على الأصنام مَوَدَّةُ بينِكم ؛ والمعنى : إِنَّما اتخذتم هذه الأوثان لتتوادُّوا بها في الحياة الدنيا . ويجوز أن تكون « ما » بمعنى الذي . وقرأ ابن عباس ، وسعيد بن المسيّب ، وعكرمة ، وابن أبي عبلة : { مَوَدَّةٌ } بالرفع { بَيْنَكُمْ } بالنصب . وقرأ نافع ، وابن عامر ، وأبو بكر عن عاصم : { مَوَدَّةً بَيْنَكم } قال أبو علي : المعنى : اتَّخذتم الأصنام للمودَّة ، و { بينَكم } نصب على الظرف ، والعامل فيه المودَّة . وقرأ حمزة ، وحفص عن عاصم : { مَوَدَّةَ بَيْنِكُم } بنصب { مَوَدَّةَ } مع الإِضافة ، وهذا على الاتساع في جعل الظرف اسماً لِما أُضيف إِليه . قال المفسرون : معنى الكلام : إِنَّما اتَّخذتموها لِتَتَّصِلَ المودَّة بينكم واللِّقاء والاجتماع عندها ، وأنتم تعلمون أنها لا تضر ولا تنفع ، { ثُمَّ يومَ القيامة يكفُر بعضُكم ببعض } أي : يتبرَّأ القادة من الأتباع { ويَلعنُ بعضُكم بعضاً } يلعن الأتباعُ القادةَ لأنَّهم زيَّنوا لهم الكفر .