Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 47-49)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وكذلك } أي : وكما أنزلنا الكتاب عليهم ، { أنزَلْنا إِليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمِنون به } يعني مؤمني أهل الكتاب { ومِنْ هؤلاء } يعني أهل مكة { مَنْ يؤمِن به } وهم الذين أسلموا { وما يَجْحَد بآياتنا إِلاَّ الكافرون } قال قتادة : إِنَّما يكون الجَحْد بعد المعرفة . قال مقاتل : وهم اليهود . قوله تعالى : { وما كنتَ تتلو مِنْ قَبْله مِنْ كِتَاب } قال أبو عبيدة : مجازه : ما كنت تقرأ قبله كتاباً ، و « مِن » زائدة . فأما الهاء في « قَبْله » فهي عائدة إِلى القرآن . والمعنى : ما كنتَ قارئاً قبل الوحي ولا كاتباً ، وهكذا كانت صفته في التوراة والإِنجيل أنَّه أُمِّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب ، وهذا يدلّ على ان الذي جاء به ، من عند الله تعالى . قوله تعالى : { إِذاً لارتاب المُبْطِلون } أي : لو كنتَ قارئاً كاتباً لشكَّ اليهودُ فيكَ ، ولقالوا : ليست هذه صفته في كتابنا . والمُبْطِلون : الذين يأتون بالباطل ، وفيهم هاهنا قولان . أحدهما : كفار قريش ، قاله مجاهد . والثاني : كفار اليهود ، قاله مقاتل . قوله تعالى : { بل هو آياتٌ بيِّناتٌ } في المكنيِّ عنه قولان . أحدهما : أنه النبيُّ محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم في معنى الكلام قولان . أحدهما : أن المعنى : بل وجْدانُ أهل الكتاب في كتبهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم لا يكتب ولا يقرأ ، وأنه أُمِّيٌّ ، آياتٌ بيِّنات في صدورهم ، وهذا مذهب ابن عباس ، والضحاك ، وابن جريج . والثاني : أن المعنى : بل محمد ذو آيات بيِّنات في صدور الذين أوتوا العِلْم من أهل الكتاب ، لأنَّهم يجدونه بنعته وصفته ، قاله قتادة . والثاني : أنه القرآن ، والذين أوتوا العلم : المؤمنون الذين حملوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملوه بعده . وإِنما أُعطي الحفظ هذه الأمة ، وكان مَنْ قبلهم لا يقرؤون كتابهم إِلاَّ نظراً ، فاذا أطبقوه لم يحفظوا ما فيه سوى الأنبياء ، وهذا قول الحسن . وفي المراد بالظالمين هاهنا قولان . أحدهما : المشركون ، قاله ابن عباس . والثاني : كفار اليهود ، قاله مقاتل .