Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 64-66)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وما هذه الحياةُ الدُّنيا إِلا لَهْوٌ ولَعِبٌ } والمعنى : وما الحياةُ في هذه الدنيا إِلا غرور ينقضي عن قليل { وإِنَّ الدَّار الآخرة } يعني الجنة { لَهِيَ الحَيَوانُ } قال أبو عبيدة : اللام في { لَهِيَ } زائدة للتوكيد ، والحيوان والحياة واحد ؛ والمعنى : لهي دارُ الحياة التي لا موتَ فيها ، ولا تنغيص يشوبها كما يشوب الحياةَ الدُّنيا { لو كانوا يَعْلَمون } أي : لو علموا لرغبوا عن الفاني في الباقي ، ولكنهم لا يَعْلَمون . قوله تعالى : { فاذا رَكِبُوا في الفُلْك } يعني المشركين { دَعَوُا اللّهَ مُخْلِصِين له الدِّين } أي : أفردوه بالدُّعاء . قال مقاتل : والدِّين بمعنى التوحيد ؛ والمعنى أنهم لا يَدْعُون مَنْ يَدْعُونه شريكاً له { فلمَّا نَجَّاهم } أي : خلَّصهم من أهوال البحر ، وأَفْضَوا { إِلى البَرِّ إِذا هم يُشْرِكون } في البَرّ ، وهذا إِخبار عن عنادهم . { لِيَكْفُروا بِمَا آتيناهم } هذه لام الأمر ، ومعناه التهديد والوعيد ، كقوله : { اعْمَلوا ما شِئْتُم } [ فُصِّلت : 40 ] ؛ والمعنى : ليَجْحَدوا نِعْمة الله في إِنجائه إِيَّاهم { ولِيَتَمَتَّعُوا } قرأ ابن كثير ، وحمزة ، والكسائي باسكان اللام على معنى الأمر ؛ والمعنى : ليتمتعوا بباقي أعمارهم { فسوف يَعْلَمون } عاقبة كفرهم . وقرأ الباقون بكسر اللام في { لِيَتَمتَّعُوا } ، فجعلوا اللاَّمين بمعنى « كي » ، فتقديره : لكي يكفُروا ، ولكي يَتَمتَّعوا ، فيكون معنى الكلام : إِذا هم يُشْرِكون ليكفُروا ولِيتمتَّعوا ، أي : لا فائدة لهم في الإِشراك إِلاّ الكفر والتمتُّع بما يتمتَّعون به في العاجلة من غير نصيب لهم في الآخرة .