Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 102-102)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال عكرمةُ : نزلت في الأوس والخزرج حين اقتتلوا ، وأصلح النبي صلى الله عليه وسلم بينهم . وفي « حق تقاته » ثلاثة أقوال . أحدها : أن يُطاع الله فلا يُعصى ، وأن يُذكر فلا يُنسى ، وأن يشكر فلا يكفر ، رواه ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم . وهو قول ابن مسعود ، والحسن ، وعكرمة ، وقتادة ، ومقاتل . والثاني : أن يجاهد في الله حق الجهاد ، وأن لا يأخذ العبد فيه لومة لائم ، وأن يقوموا له بالقسط ، ولو على أنفسهم ، وآبائهم ، وأبنائهم ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . والثالث : أن معناه : اتقوه فيما يحق عليكم أن تتقوه فيه ، قاله الزجاج . فصل واختلف العلماء : هل هذا الكلام محكم أو منسوخ ؟ على قولين . أحدهما : أنه منسوخ ، وهو قول ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، وابن زيد ، والسدي ، ومقاتل . قالوا : لما نزلت هذه الآية ، شقت على المسلمين ، فنسخها قوله تعالى : { فاتقوا الله ما استطعتم } [ التغابن : 16 ] . والثاني : أنها محكمة ، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وهو قول طاووس . قال شيخنا علي بن عبد الله : والاختلاف في نسخها وإحكامها ، يرجع إلى اختلاف المعنى المراد بها ، فالمعتقد نسخها يرى أن « حق تقاته » الوقوف على جميع ما يجب له ويستحقه ، وهذا يعجز الكل عن الوفاء به ، فتحصيله من الواحد ممتنع ، والمعتقد إحكامها يرى أن « حق تقاته » أداء ما يلزم العبد على قدر طاقته ، فكان قوله تعالى : « ما استطعتم » مفسراً لـ « حق تقاته » لا ناسخاً ولا مخصصاً .