Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 103-103)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { واعتصموا بحبل الله جميعاً } قال الزجاج : اعتصموا : استمسكوا . فأما الحبل ، ففيه ستة أقوال . أحدها : أنه كتاب الله : القرآن : رواه شقيق عن ابن مسعود وبه قال قتادة ، والضحاك ، والسدي . والثاني : أنه الجماعة ، رواه الشعبي عن ابن مسعود . والثالث : أنه دين الله ، قاله ابن عباس ، وابن زيد ، ومقاتل ، وابن قتيبة . وقال ابن زيد : هو الإسلام . والرابع : عهد الله ، قاله مجاهد ، وعطاء ، وقتادة في رواية ، وأبو عبيد ، واحتج له الزجاج بقول الأعشى : @ وإِذا تُجَوِّزُها حبالُ قبيلة أخذت من الأخرى إِليك حبالها @@ وأنشد ابن الأنباري : @ فلو حبلاً تناول من سُليمى لمدَّ بحبلِها حبلاً متينا @@ والخامس : أنه الإخلاص ، قاله أبوالعالية ، والسادس : أنه أمر الله وطاعته ، قاله مقاتل بن حيان . قال الزجاج : وقوله : « جميعاً » منصوب على الحال ، أي : كونوا مجتمعين على الاعتصام به . وأصل « تفرَّقوا » تتفرَّقوا ، إلا أن التاء حذفت لاجتماع حرفين من جنس واحد ، والمحذوفة هي الثانية ، لأن الأولى دليلة على الاستقبال ، فلا يجوز حذف الحرف الذي يدل على الاستقبال ، وهو مجزوم بالنهي ، والأصل : ولا تتفرقون ، فحذفت النون ، لتدل على الجزم . قوله تعالى : { واذكروا نعمة الله عليكم } اختلفوا فيمن أُريد بهذا الكلام على قولين . أحدهما : أنهم مشركو العرب ، كان القوي يستبيح الضعيف ، قاله الحسن ، وقتادة . والثاني : الأوس والخزرج ، كان بينهم حرب شديد ، قاله ابن إسحاق . والأعداء : جمع عدو . قال ابن فارس : وهو من عَدَا : إِذا ظَلم . قوله تعالى : { فأصبحتم } أي : صرتم ، قال الزجاج : وأصل الأخ في اللغة أنه الذي مقصده مقصد أخيه ، والعرب تقول : فلان يتوخى مسارّ فلان ، أي : ما يسره . والشَّفا : الحرف . واعلم أن هذا مثل ضربه الله لإشرافهم على الهلاك . وقربهم من العذاب ، كأنه قال : كنتم على حرف حفرةٍ من النَّار ، ليس بينكم وبين الوقوع فيها إلا الموت على الكفر . قال السدي : فأنقذكم منها محمد صلى الله عليه وسلم .