Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 104-104)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ولتكن منكم أُمَّة } قال الزجاج : معنى الكلام : ولتكونوا كلكم أمة تدعون إلى الخير ، وتأمرون بالمعروف ، ولكن « من » هاهنا تدخل لتحض المخاطبين من سائر الأجناس ، وهي مؤكدة أن الأمر للمخاطبين ، ومثله : { فاجتنبوا الرجس من الأوثان } [ الحج : 20 ] معناه : اجتنبوا الأوثان ، فانها رِجس . ومثله قول الشاعر : @ أخو رغائبَ يعطيها ويسألها يأبى الظلامة منه النَّوفل الزفر @@ وهو النوفل الزفر . لأنه وصفه بإعطاء الرغائب . والنوفل : الكثير الإعطاء للنوافل ، والزفر : الذي يحمل الأثقال . ويدل على أن الكل أُمروا بالمعروف والنهي عن المنكر . قوله تعالى : { كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر } قال : ويجوز أن يكون أمر منهم فرقة ، لأن الدعاة ينبغي أن يكونوا علماء بما يدعون إليه ، وليس الخلق كلهم علماء ، والعلم ينوب بعض الناس فيه عن بعض ، كالجهاد . فأما الخير ، ففيه قولان . أحدهما : أنه الإسلام ، قاله مقاتل . والثاني : العمل بطاعة الله ، قاله أبو سليمان الدمشقي . وأما المعروف ، فهو ما يعرف كل عاقل صوابه ، وضده المنكر ، وقيل : المعروف هاهنا : طاعة الله ، والمنكر : معصيته .