Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 146-146)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وكأين من نبي } قرأ الجمهور « وكأين » في وزن » كعيِّن » . وقرأ ابن كثير و « كائن » في وزن « كاعن » قال الفراء : أهل الحجاز يقولون : « كأيِّن » مثل : « كعِّين » ينصبون الهمزة ، ويشددون الياء . وتميم يقولون : و « كائن » كأنها فاعل من كئت . وأنشدني الكسائي : @ وكائِن ترى يسعى من الناس جاهداً على ابنٍ غدا منه شجاعٌ وعقربُ @@ وقال آخر : @ وكائِن أصابت مؤمناً من مُصيبةٍ على الله عُقباها ومنه ثوابُها @@ وقال ابن قتيبة : كائن بمعنى « كم » مثل قوله : { وكأين من قرية عتت عن أمر ربها } [ الطلاق : 8 ] وفيها لغتان . « كأين » بالهمزة وتشديد الياء ، و « كائن » على وزن « قائل » [ وبائع ] وقد قُرىء بهما [ جميعاً في القرآن ] والأكثر والأفصح تخفيفها . قال الشاعر : @ وكائن أرينا الموتَ من ذي تحيَّةٍ إذا ما ازدرانا أو أصرَّ لمأثمِ @@ وقال الآخر : @ وكائِن ترى من صامتٍ لكَ مُعْجَبٍ زيادتُه أو نقصُه في التَّكلم @@ قوله تعالى : { قاتل معه ربيُّون } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وأبان ، والمفضل كلاهما عن عاصم : « قُتِل » بضم القاف ، وكسر التاء ، من غير ألف ، وقرأ الباقون : « قاتل » بألف ، وقرأ ابن مسعود ، وأبو رزين ، وأبو رجاء ، والحسن ، وابن يعمر ، وابن جبير ، وقتادة ، وعكرمة ، وأيوب : « ربيون » بضم الراء . وقرأ ابن عباس ، وأنس ، وأبو مجلز ، وأبو العالية ، والجحدري ، بفتحها . فعلى حذف الألف يحتمل وجهين . أحدهما : أن يكون قتل للنبي وحده ، ويكون المعنى : وكأين من نبي قتل ، ومعه ربيون ، فما وهنوا بعد قتله . والثاني : أن يكون قتل للربيين ، ويكون : « فما وهنوا » لمن بقي منهم . وعلى إثبات الألف يكون المعنى : أن القوم قاتلوا ، فما وهنوا . وفي معنى الربيين خمسة أقوال . أحدها : أنهم الألوف ، قاله ابن مسعود ، وابن عباس في رواية ، واختاره الفراء . والثاني : الجماعات الكثيرة ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، وعكرمة والضحاك ، وقتادة ، والسدي ، والربيع ، واختاره ابن قتيبة . والثالث : أنهم الفقهاء والعلماء ، رواه سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، وبه قال الحسن ، واختاره اليزيدي ، والزجاج . والرابع : أنهم الأتباع ، قاله ابن زيد . والخامس : أنهم المتألهون العارفون بالله تعالى ، قاله ابن فارس . قوله تعالى : { فما وهنوا } فيه قولان . أحدهما : أنه الضعف ، قاله ابن عباس ، وابن قتيبة . والثاني : أنه العجز ، قاله قتادة . قال ابن قتيبة : والاستكانة : الخشوع ، والذل ، ومنه أخذ المسكين . وفي معنى الكلام قولان . أحدهما : فما وهنوا بالخوف ، وما ضعفوا بنقصان القوة ، ولا استكانوا بالخضوع . والثاني : فما وهنوا لقتل نبيهم ، ولا ضعفوا عن عدوهم ، ولا استكانوا لما أصابهم .