Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 145-145)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وما كان لنفس أن تموت إلا باذن الله } في الإذن قولان . أحدهما : أنه الأمر ، قاله ابن عباس . والثاني : الإذن نفسه ، قاله مقاتل . قال الزجاج : ومعنى الآية : وما كانت نفس لتموت إلا بإذن الله . قوله تعالى : { كتاباً مؤجلاً } توكيد ، والمعنى : كتب الله ذلك كتاباً مؤجلاً ، أي : كتاباً ذا أجل . والأجل : الوقت المعلوم ، ومثله في التوكيد { كتابَ الله عليكم } [ النساء : 24 ] لأنه لما قال : { حرمت عليكم أمهاتكم } [ النساء : 22 ] دلّ على أنه مفروض ، فأكد بقوله { كتابَ الله عليكم } [ النساء : 24 ] وكذلك قوله تعالى : { صنعَ الله } [ النمل : 88 ] لأنه لما قال : { وترى الجبال تحسبها جامدة } [ النمل : 88 ] دلّ على أنه خلق الله فأكد بقوله : { صنع الله } . قوله تعالى : { ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها } أي : من قصد بعمله الدنيا ، أُعطي منها ، قليلاً كان أو كثيراً ، ومن قصد الآخرة بعمله ، أُعطي منها . وقال مقاتل : عنى بالآية : من ثبت يوم أحد ، ومن طلب الغنيمة . فصل وأكثر العلماء على أن هذا الكلام محكم ، وذهبت طائفة إلى نسخه بقوله تعالى : { عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد } [ الاسراء : 18 ] والصحيح أنه محكم ، لأنه لا يؤتى أحد شيئاً إلا بقدرة الله ومشيئته . ومعنى قوله تعالى : { نؤته منها } أي : ما نشاء ، وما قدرنا له ، ولم يقل : ما يشاء هو .