Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 166-167)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وما أصابكم يوم التقى الجمعان } الجمعان : النبي وأصحابه ، وأبو سفيان وأصحابه ، وذلك في يوم أحد ، وقد سبق ذكر ما أصابهم . قوله تعالى : { فبإذن الله } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أمره ، والثاني : قضاؤه ، رويا عن ابن عباس . والثالث : علمه ، قاله الزجاج . قوله تعالى : { وليعلم المؤمنين } أي : ليظهر إيمان المؤمنين بثبوتهم على ما نالهم ، ويظهر نفاق المنافقين بفشلهم ، وقلة صبرهم قال ابن قتيبة ، والنفاق مأخوذ من نافقاء اليربوع ، وهو جحر من جِِحَرتِه يخرج منه إذا أخذ عليه الجحر الذي دخل فيه . قال الزيادي عن الأصمعي : ولليربوع أربعة أجحرة ، النافقاء : وهو الذي يخرج منه كثيراً ، ويدخل منه كثيراً . والقاصعاء ، سمي بذلك لأنه يخرج تراب الجحر ، ثم يقصِّع ببعضه كأنه يسد به فم الجحر ، ومنه يقال : جرح فلان قد قصع بالدم : إذا امتلأ ولم يسل . والدّامّاء سمي بذلك ، لأنه يخرج التراب من فم الجحر ، ثم يدمُّ به فم الجحر ، كأنه يطليه به ، ومنه يقال : ادمم قدرك بشحم ، أي اطلها به . والرّاهطاء ، ولم يذكر اشتقاقه ، وإنما يتخذ هذه الجحر عدداً ، فاذا أخذ عليه بعضها ، خرج من بعض . قال أبو زيد : فشبه المنافق به ، لأنه يدخل في الإسلام ، بلفظه ، ويخرج منه بعقده ، كما يدخل اليربوع من باب ويخرج من باب . قال ابن قتيبة : والنفاق : لفظ إسلامي لم تكن العرب تعرفه قبل الإسلام . قال ابن عباس : والمراد بالذين نافقوا عبد الله بن أُبي ، وأصحابه . قال موسى بن عقبة : خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحد . ومعه المسلمون ، وهم ألف رجل ، والمشركون ثلاثة آلاف ، فرجع عنه ابن أُبي في ثلاثمئة . فأما القتال ، فمباشرة الحرب ، وفي المراد بالدفع ثلاثة أقوال . أحدها : أنه التكثير بالعدد ، رواه مجاهد عن ابن عباس ، وهو قول الحسن ، وعكرمة ، والضحاك ، والسدي ، وابن جريج في آخرين . والثاني : أن معناه : ادفعوا عن أنفسكم ، وحريمكم ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وهو قول مقاتل . والثالث : أنه بمعنى ، القتال أيضاً . قاله ابن زيد . قوله تعالى : { لو نعلم قتالاً } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أن معناه : لو نعلم أن اليوم يجري قتال ما أسلمناكم ، ذكره ابن اسحاق . والثاني : لو كنا نحسن القتال لاتبعناكم . والثالث : إنما معناه : أن هناك قتلاً وليس بقتال ، ذكرهما الماوردي . قوله تعالى : { هم للكفر } أي : إلى الكفر { أقرب منهم للإيمان } أي : إلى الإيمان ، وإنما قال : يومئذ ، لأنهم فيما قبل لم يظهروا مثل ما أظهروا ، فكانوا بظاهر حالهم فيما قبل أقرب إلى الإيمان . قوله تعالى : { يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم } فيه وجهان ذكرهما المارودي . أحدهما : ينطقون بالإيمان ، وليس في قلوبهم إلا الكفر . والثاني : يقولون : نحن أنصار ، وهم أعداء . وذكر في الذي يكتمون وجهين . أحدهما : أنه النفاق . والثاني : العداوة .