Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 165-165)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أو لما أصابتكم مصيبة } قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لما كان يوم أُحد ، عوقبوا بما صنعوا يوم بدر ، من أخذهم الفداء ، فقتل منهم سبعون ، وفرَّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وكسرت رباعيته ، وهشمت البيضة على رأسه ، وسال الدم على وجهه ، فنزلت هذه الآية إلى قوله تعالى { قل هو من عند أنفسكم } قال : بأخذكم الفداء . قوله تعالى : { أوَ لمَّا } قال الزجاج : هذه واو النسق ، دخلت عليها ألف الاستفهام ، فبقيت مفتوحة على هيئتها قبل دخولها ، ومثل ذلك قول القائل : تكلم فلان بكذا وكذا فيقول المجيب له : أو هو ممن يقول ذلك ؟ فأما « المصيبة » فما أصابهم يوم أُحد ، وكانوا قد أصابوا مثليها من المشركين يوم بدر ، لأنهم قتل منهم سبعون ، فقتلوا يوم بدر سبعين ، وأسروا سبعين ، وهذا قول ابن عباس ، والضحاك ، وقتادة ، والجماعة ، إلا أن الزجاج قال : قد أصبتم يوم أُحد مثلها ، ويوم بدر مثلها ، فجعل المثلين في اليومين . قوله تعالى : { أنى هذا } قال ابن عباس : من أين أصابنا هذا ونحن مسلمون . قوله تعالى : { قل هو من عند أنفسكم } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أن معناه : بأخذكم الفداء يوم بدر ، قاله عمر بن الخطاب . وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن الله قد كره ما صنع قومك من أخذهم الفداء ، وقد أمرك أن تخيِّرهم بين أن يضربوا أعناق الأسارى ، وبين أن يأخذوا الفداء على أن يُقتل منهم عدَّتهم ، فذكر ذلك للناس فقالوا : عشائرنا وإخواننا ، بل نأخذ منهم الفداء ، ويستشهد منا عدّتهم ، فقتل منهم يوم أُحد سبعون عدد أسارى بدر فعلى هذا يكون المعنى : قل هو بأخذكم الفداءَ ، واختياركم القتل لأنفسكم . والثاني : أنه جرى ذلك بمعصية الرماة يوم أُحد ، وتركهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله ابن عباس ، ومقاتل في آخرين . والثالث : أنه بمخالفتهم الرسول في الخروج من المدينة يوم أُحد ، فإنه أمرهم بالتحصُّن فيها ، فقالوا : بل نخرج ، قاله قتادة ، والربيع . قال مقاتل : إن الله على كل شيء من النصر والهزيمة قدير .