Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 41-41)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ربِّ اجعل لي آية } أي : علامة على وجود الحمل . وفي علة سؤاله « آية » قولان . أحدهما : أن الشيطان جاءه فقال : هذا الذي سمعت من صوت الشيطان ، ولو كان من وحي الله ، لأوحاه إليك ، كما يوحي إليك غيره ، فسأل الآية ، قاله السدي عن أشياخه . والثاني : أنه إنما سأل الآية على وجود الحمل ليبادر بالشكر ، وليتعجل السرور ، لأن شأن الحمل لا يتحقق بأوله ، فجعل الله آية وجود الحمل حبس لسانه ثلاثة أيام . فأما « الرَمز » فقال الفراء : الرمز بالشفتين ، والحاجبين ، والعينين ، وأكثره في الشفتين . قال ابن عباس : جعل يكلم الناس بيده . وإنما منع من مخاطبة الناس ، ولم يحبس عن الذكر لله تعالى . وقال ابن زيد : كان يذكر الله ، ويشير إلى الناس . وقال عطاء بن السائِب : اعتُقِلَ لسانه من غير مرض . وجمهور العلماء على أنه إنما اعتقل لسانه آيةً على وجود الحمل . وقال قتادة ، والربيع بن أنس : كان ذلك عقوبةً له إذ سأل الآية بعد مشافهة الملائكة بالبشارة . قوله تعالى : { وسبِّح } قال مقاتل : صل . قال الزجاج : يقال : فرغت من سُبحتي ، أي : من صلاتي . وسمّيت الصلاة تسبيحاً ، لأن التسبيح تعظيم الله ، وتبرئته من السوء ، فالصلاة يوصف فيها بكل ما يبرئه من السوء . قوله تعالى : { بالعشي } العشي : من حين نزول الشمس إلى آخر النهار : { والإِبكار } ما بين طلوع الفجر إلى وقت الضحى : قال الشاعر : @ فلا الظلَّ في بَردِ الضّحى تستطيعه ولا الفيءَ من بردِ العشيّ يذوق @@ قال الزجاج : يقال : أبكر الرجل يبكر إِبكاراً ، وبكر يبكر تبكيراً ، وبكر يبكر في كل شيء تقدم فيه .