Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 1-13)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { هُدىً ورحمةً } وقرأ حمزة وحده : { ورحمةٌ } بالرفع . قال الزجاج : القراءة بالنصب على الحال ؛ والمعنى : تلك آيات الكتاب في حال الهداية والرحمة ؛ ويجوز الرفع على إِضمار { هو هدىً ورحمةٌ } وعلى معنى { تلك هدىً ورحمةٌ } . وقد سبق تفسير مفتتحَ هذه السورة [ البقرة : 1 - 5 ] إِلى قوله : { ومِنَ النَّاس من يشتري لَهْوَ الحديث } قال ابن عباس : نزلت هذه الآية في رجل اشترى جارية مغنّيةً . وقال مجاهد : نزلت في شراء القِيَان والمغنِّيات . وقال ابن السائب ومقاتل : نزلت في النَّضْر بن الحارث ، وذلك أنه كان تاجراً إِلى فارس ، فكان يشتري أخبار الأعاجم فيحدِّث بها قريشاً ويقول لهم : إِنَّ محمداً يحدِّثكم بحديث عاد وثمود ، وأنا أُحدِّثكم بحديث رستم وإِسفنديار وأخبار الأكاسرة ، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن ، فنزلت فيه هذه الآية . وفي المراد بلهو الحديث أربعة أقوال . أحدها : [ أنه ] الغناء . كان ابن مسعود يقول : هو الغناء والذي لا إِله إِلا هو ، يُردِّدها ثلاث مرات ؛ وبهذا قال ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، وقتادة . وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد ، قال : اللهو : الطبل . والثاني : أنه ما ألهى عن الله ، قاله الحسن ، وعنه مثل القول الأول . والثالث : أنه الشِّرك ، قاله الضحاك . والرابع : الباطل ، قاله عطاء . وفي معنى { يشتري } قولان . أحدهما : يشتري بماله ؛ وحديث النضر يعضده . والثاني : يختار ويستحبّ ، قاله قتادة ، ومطر . وإِنما قيل لهذه الأشياء : لهو الحديث ، لأنها تُلهي عن ذِكْر الله . قوله تعالى : { لِيَضِلَّ } المعنى : ليصير أمره إِلى الضلال ، وقد بيَّنَّا هذا الحرف في [ الحج : 9 ] . وقرأ أبو رزين ، والحسن وطلحة بن مصرف ، والأعمش ، وأبو جعفر : { لِيُضِلَّ } بضم الياء ، والمعنى : لِيُضِلَّ غيره ، وإِذا أضَلَّ غيره فقد ضَلَّ هو أيضاً . قوله تعالى : { ويَتَّخِذَها } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وأبو بكر عن عاصم : { ويَتَّخِذُها } برفع الذال . وقرأ حمزة ، والكسائي ، وحفص عن عاصم : بنصب الذال . قال أبو علي : من نصب عطف على { لِيُضِلَّ } { ويَتَّخذ } ومن رفع عطفه على { من يشتري } { ويتخذ } . وفي المشار إِليه بقوله : { ويَتَّخِذَها } قولان . أحدهما : أنها الآيات . والثاني : السبيل . وما بعد هذا مفسر في مواضع قد تقدَّمت [ الاسراء : 46 ، الانعام : 25 ، البقرة : 25 ، الرعد : 2 ، النحل : 15 ، الشعراء : 7 ] إِلى قوله : { ولقد آتيْنا لُقمَان الحكمة } وفيها قولان . أحدهما : الفهم والعقل ، قاله الأكثرون . والثاني : النبوَّة . وقد اختُلف في نبوَّته على قولين : أحدهما : أنه كان حكيماً ولم يكن نبيّاً ، قاله سعيد بن المسيب ، ومجاهد ، وقتادة . والثاني : أنه كان نبيّاً ، قاله الشعبي ، وعكرمة ، والسدي . هكذا حكاه عنهم الواحدي ، ولا يعرف ، إِلاَّ أن هذا ممَّا تفرَّد به عكرمة ؛ والقول الأول أصح . وفي صناعته ثلاثة أقوال . أحدها : أنه كان خيّاطاً ، قاله سعيد بن المسيب . والثاني : راعياً ، قاله ابن زيد . والثالث : نجاراً ، قاله خالد الربعي . فأما صفته ، فقال ابن عباس : كان عبداً حبشيّاً . وقال سعيد بن المسيب : كان لقمان أسود من سودان مصر . وقال مجاهد : كان غليظ الشفتين مشقَّق القدمين ، وكان قاضياً على بني إِسرائيل . قوله تعالى : { أَنِ اشكُر لله } المعنى : وقلنا له : أن أشكر لله [ على ] ما أعطاك من الحكمة { ومن يشكُرْ فانَّما يَشكُرُ لنَفْسه } أي : إِنما يفعل لنفسه { ومن كَفَر } النِّعمة ، فان الله لغنيٌّ عن عِبادة خَلْقه .