Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 14-17)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ووصَّينا الإِنسان بوالديه } قال مقاتل : نزلت في سعد بن أبي وقاص ، وقد شرحنا ذلك في [ العنكبوت : 8 ] . قوله تعالى : { حملتْه أُمُّه وَهْناً على وَهْنٍ } وقرأ الضحاك ، وعاصم الجحدري { وَهَناً على وَهَنٍ } بفتح الهاء فيهما . قال الزجاج : أي ضَعْفاً على ضَعْف . والمعنى : لزمها بحَمْلها إِيَّاه أن تَضْعُف مَرَّةً بعد مَرَّة . وموضع « أن » نصب بـ { وصَّيْنا } ؛ المعنى : ووصَّينا الإِنسان أن أشكُر لي ولوالدَيْك ، أي : وصَّيناه بشُكْرنا وشُكر والدَيه . قوله تعالى : { وفِصَالُه في عامَين } أي : فِطامُه يقع في انقضاء عامين . وقرأ إِبراهيم النخعي ، وأبو عمران ، والأعمش : { وفَصَالُه } بفتح الفاء . وقرأ أُبيُّ بن كعب ، والحسن وأبو رجاء ، وطلحة بن مصرِّف ؛ وعاصم الجحدري ، وقتادة ؛ { وفَصْلُه } بفتح الفاء وسكون الصاد من غير ألف . والمراد : التنبيه على مشقَّة الوالدة بالرَّضاع بعد الحمل . قوله تعالى : { وإِن جاهَداكَ } قد فسرنا ذلك في سورة [ العنكبوت : 8 ] إِلى قوله : { وصاحِبْهُما في الدُّنيا معروفاً } قال الزجاج : أي مُصَاحَباً معروفاً ، تقول صاحبه مُصَاحَباً ومُصَاحَبَةً ؛ والمعروف : ما يُستحسن من الأفعال . قوله تعالى : { واتَّبِعْ سبيلَ مَنْ أناب إِليَّ } أي : مَنْ رَجَع إِليَّ ؛ وأهل التفسير يقولون : هذه الآية نزلت في سعد ، وهو المخاطَب بها . وفي المراد بمَنْ أناب ثلاثة أقوال . أحدها : أنه أبو بكر الصِّدِّيق ، قيل لسعد : اتَّبِع سبيله في الإِيمان ، هذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء . وقال ابن إِسحاق : أسلم على يَدي أبي بكر [ الصِّدِّيق ] : عثمانُ بن عفان ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف . والثاني : أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله ابن السائب . والثالث : مَنْ سلك طريق محمد وأصحابه ، ذكره الثعلبي . ثم رجع إِلى الخبر عن لقمان فقال : { يا بُنيَّ } . وقال ابن جرير : وجه اعتراض هذه الآيات بين الخبرين عن وصيَّة لقمان أنَّ هذا ممَّا أوصى به لقمانُ ابنَه . قوله تعالى : { إِنَّها إِنْ تَكُ مِثقالَ حَبَّة } وقرأ نافع وحده : { مِثقالُ حَبَّة } برفع اللام . وفي سبب قول لقمان لابنه هذا قولان . أحدهما : أن ابن لقمان قال لأبيه : أرأيتَ لَو كانت حبَّة في قعر البحر أكان اللّهُ يعلَمُها ؟ فأجابه بهذه الآية ، قاله السدي . والثاني : أنه قال يا أبت إِن عملتُ الخطيئة حيث لا يراني أحد ، كيف يعلَمُها الله ؟ فأجابه بهذا ، قاله مقاتل . قال الزجاج : من قرأ برفع المثقال مع تأنيث { تَكُ } فلأنَّ { مثقال حبَّة من خردل } راجع إِلى معنى : خردلة ، فهي بمنزلة : إِن تَكُ حبَّةٌ من خردل ؛ ومن قرأ { مثقالَ حبَّة } فعلى معنى : إِن التي سألتَني عنها إِن تَكُ مثقالَ حبَّة ، وعلى معنى : إِنَّ فَعْلَة الإِنسان وإِن صَغُرت يأت بها الله . وقد بيَّنَّا معنى { مثقالَ حبَّة من خردل } في [ الأنبياء47 ] . قوله تعالى : { فتكُن في صخرة } قال قتادة : في جبل . وقال السدي : هي الصخرة التي تحت الأرض السابعة ، ليست في السماوات ولا في الأرض . وفي قوله : { يأت بها اللّهُ } ثلاثة أقوال . أحدها : يعلَمها اللّهُ ، قاله أبو مالك . والثاني : يُظهرها ، قاله ابن قتيبة . والثالث : يأت بها الله في الآخرة للجزاء عليها . { إِنَّ الله لطيف } قال الزجاج : لطيف باستخراجها { خبير } بمكانها . وهذا مَثَل لأعمال العباد ، والمراد أنَّ الله تعالى يأتي بأعمالهم يوم القيامة ، مَنْ يعمل مثقال ذَرَّة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذَرَّة شرّاً يره . قوله تعالى : { واصْبِر على ما أصابك } أي : في الأمر بالمعروف والنَّهي عن المُنْكَر من الأذى . وباقي الآية مفسر في [ آل عمران : 286 ] .