Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 33-34)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يا أيُّها النَّاس اتَّقُوا ربَّكم } قال المفسرون : هذا خطاب لكفار مكة . وقوله : { لا يَجزي والدٌ عن ولده } أي : لا يقضي عنه شيئاً من جنايته ومظالمه . قال مقاتل : وهذا يعني به الكفار . وقد شرحنا هذا في [ البقرة : 48 ] . قال الزجاج : وقوله : { هو جازٍ } جاءت في المصاحف بغير ياء ، والأصل { جازيٌ } بضمة وتنوين . وذكر سيبويه والخليل أن الاختيار في الوقف هو { جازٍ } بغير ياءٍ ، هكذا وقف الفصحاء من العرب ليُعلموا أن هذه الياء تسقُط في الوصل . وزعم يونس أن بعض العرب الموثوق بهم يقف بياءٍ ، ولكن الاختيار اتِّباع المصحف . قوله تعالى : { إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ } أي : بالبعث والجزاء { فلا تَغُرَّنَّكم الحياةُ الدُّنيا } بزينتها عن الإِسلام والتزوُّد للآخرة { ولا يَغُرَّنَّكم بالله } أي : بحِلْمه وإِمهاله { الغَرورُ } يعني : الشيطان ، وهو الذي من شأنه أن يَغُرُّ . قال الزجاج : { الغَرور } على وزن الفَعول ، وفَعول من أسماء المبالغة ، يقال : فلان أَكُول : إِذا كان كثير الأكل ، وضَروب : إِذا كان كثير الضَّرْب ، فقيل للشيطان : غَرور ، لأنه يَغُرُّ كثيراً . وقال ابن قتيبة : الغَرور بفتح الغين : الشيطان ، وبضمها : الباطل . قوله تعالى : { إِنَّ الله عنده عِلْم الساعة } سبب نزولها " أن رجلاً من أهل البادية جاء إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إِنَّ امرأتي حُبْلى ، فأَخبِرني ماذا تَلِد ؟ وبلدنا مُجْدِب ، فأَخبِرني متى يَنزل الغيث ؟ وقد علمت متى وُلدتُ ، فأخبرني متى أموتُ " ، فنزلت هذه الآية ، قاله مجاهد . ومعنى الآية : { إِنَّ الله } عز وجل { عنده عِلْم الساعة } متى تقوم ، لا يعلم سواه ذلك { ويُنْزِلُ الغَيْثَ } وقرأ نافع ، وعاصم ، وابن عامر : { ويُنَزِّلُ } بالتشديد ، فلا يعلم أحد متى يَنزل الغيث ، ألَيْلاَ أم نهاراً { ويَعْلَمُ ما في الأرحام } لا يعلم سواه ما فيها ؛ أذكراً أم أنثى ، أبيض أو أسود { وما تَدري نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غداً } أخيراً أم شرّاً { وما تَدري نَفْس بأيِّ أرض تموت } أي : بأيِّ مكان . وقرأ ابن مسعود ، وأُبيُّ بن كعب ، وابن أبي عبلة : { بأيَّة أرض } بتاء مكسورة . والمعنى : ليس أحد يعلم [ أين ] مضجعه من الأرض حتى يموت ، أفي برٍّ أو بحر أو سهل أو جبل . وقال أبو عبيدة : [ يقال ] : بأيِّ أرض كنتَ ، وبأية أرض كنت ، لغتان . وقال الفراء : من قال : بأيِّ أرض ، اجتزأ بتأنيث الأرض من أن يُظهر في « أيّ » تأنيثاً آخر . قال ابن عباس : هذه الخمس لا يعلمها ملَك مقرَّب ولا نبيٌّ [ مرسَل ] مصطفى . قال الزجاج : فمن ادَّعى أنه يعلم شيئاً من هذه كفر بالقرآن لأنه خالفه .