Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 28-32)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ما خَلْقُكُم ولا بَعْثُكُم إِلا كنَفْس واحدة } سبب نزولها أن أُبيَّ بن خلف في آخرين من قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إِنَّ الله خلقنا أطواراً : نطفة ، علقة ، مضغة ، عظاماً ، لحماً ، ثم تزعم أنَّا نُبْعَث خَلْقاً جديداً جميعاً في ساعة واحدة ؟ ! فنزلت هذه الآية ومعناها : ما خَلْقُكم أيُّها الناس جميعاً في القُدرة إِلا كخَلْق نفس واحدة ، ولا بَعْثُكم جميعاً في القُدرة إِلا كبعث نفس واحدة ، قاله مقاتل . وما بعد هذا قد تقدم تفسيره [ آل عمران : 27 ، الرعد : 2 ، الحج : 62 ] إِلى قوله : { أَلَمْ تَرَ أنَّ الفُلْك تجري في البحر بنِعمة الله } قال ابن عباس : من نِعَمه جريان الفُلْك { لِيُرِيَكم من آياته } أي : لِيُرِيَكم من صنعته عجائبه في البحر ، وابتغاء الرزق { إِنَّ في ذلك لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ } قال مقاتل : أي : لكل صبور على أمر الله { شكورٍ } في نِعَمه . قوله تعالى : { وإِذا غَشِيَهم } يعني الكفار ؛ وقال بعضهم : هو عامّ في الكفار والمسلمين { موجٌ كالظُّلل } قال ابن قتيبة : وهي جمع ظُلَّة ، يراد أنَّ بعضه فوق بعض ، فله سوادٌ من كثرته . قوله تعالى : { دَعَوُا اللّهَ مُخْلِصِينَ له الدِّين } وقد سبق شرح هذا [ يونس : 22 ] ؛ والمعنى أنهم لا يذكُرون أصنامهم في شدائدهم إِنما يذكُرون الله وحده ، وجاء في الحديث أن عكرمة بن ابي جهل لمًّا هرب يوم الفتح من رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب البحر فأصابتهم ريح عاصف ، فقال أهل السفينة : أَخْلِصوا ، فان آلهتكم لا تُغْني عنكم شيئاً هاهنا ، فقال عكرمة : ما هذا الذي تقولون ؟ فقالوا : هذا مكان لا ينفع فيه إِلاَّ اللّهُ ، فقال : هذا إِله محمد الذي كان يدعونا إِليه ، لَئن لم ينجني في البحر إِلاَّ الإِخلاص ما ينجيني في البَرِّ غيرُه ، ارجعوا بن ، فرجَع فأسلم . قوله تعالى : { فمِنهم مُقْتَصِدٌ } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : مؤمن ، قاله الحسن . والثاني : مقتصد في قوله ، وهو كافر ، قاله مجاهد . يعني أنه يعترف بأن الله وحده القادر على إِنجائه وإِن كان مُضْمِراً للشِّرك . والثالث : أنه العادل في الوفاء بما عاهد اللّهَ عليه في البحر من التوحيد ، قاله مقاتل . فأما { الخَتَّار } فقال الحسن : هو الغدَّار . قال ابن قتيبة : الخَتْرُ : أقبح الغَدْر وأشدُّه .