Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 41-44)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { اذْكُروا الله ذِكْراً كثيراً } قال مجاهد : هو أن لا ينساه أبداً . وقال ابن السائب : يقال : { ذِكْراً كثيراً } بالصلوات الخمس . وقال مقاتل بن حيَّان : هو التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير على كل حال : وقد روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يقول ربُّكم : أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه " قوله تعالى : { وسَبِّحوه بُكْرةً وأَصيلاً } قال أبو عبيدة : الأصيل : ما بين العصر إِلى الليل . وللمفسرين في هذا التسبيح قولان . أحدهما : أنه الصلاة ، واتفق أرباب هذا القول على أن المراد بالتسبيح بُكْرة : صلاةُ الفجر . واختلفوا في صلاة الأصيل على ثلاثة أقوال . أحدها : أنها صلاة العصر ، قاله أبو العالية ، وقتادة . والثاني : أنها الظهر والعصر والمغرب والعشاء . قاله ابن السائب . والثالث : أنها الظهر والعصر ، قاله مقاتل . والقول الثاني : أنه التسبيح باللسان ، وهو قول : « سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إِله إِلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قُوَّة إِلاَّ بالله » ، قاله مجاهد . قوله تعالى : { هو الذي يصلِّي عليكم وملائكتُه } في صلاة الله علينا خمسة أقوال . أحدها : أنها رحمته ، قاله الحسن . والثاني : مغفرته ، قاله سعيد بن جبير . والثالث : ثناؤه ، قاله أبو العالية . والرابع : كرامته ، قاله سفيان . والخامس : بَرَكَتُه ، قاله أبو عبيدة . وفي صلاة الملائكة قولان . أحدهما : أنها دعاؤهم ، قاله أبو العالية . والثاني : استغفارهم ، قاله مقاتل . وفي الظُّلُمات والنُّور هاهنا ثلاثة أقوال . أحدها : الضَّلالة والهدى ، قاله ابن زيد . والثاني : الإِيمان والكفر ، قاله مقاتل . والثالث : الجنة والنار ، حكاه الماوردي . قوله تعالى : { تحيَّتُهم } الهاء والميم كناية عن المؤمنين . فأما الهاء في قوله { يَلْقَونه } ففيها قولان . أحدهما : أنها ترجع إِلى الله عز وجل . ثم فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أن معناه : تحيَّتُهم من الله يوم يَلْقَونه سلام . وروى صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يسلِّم على أهل الجنة . والثاني : تحيَّتُهم من الملائكة يوم يَلْقَون اللّهَ : سلامٌ ، قاله مقاتل . وقال أبو حمزة الثُّمالي : تسلِّم عليهم الملائكة يوم القيامة ، وتبشِّرهم حين يخرجون من قبورهم . والثالث : تحيَّتُهم بينهم يوم يلقون ربَّهم : سلام ، وهو أن يُحيِّي بعضُهم بعضاً بالسلام ، ذكره أبو سليمان الدمشقي . والقول الثاني : أن الهاء ترجع إِلى ملك الموت ، وقد سبق ذِكْره في ذِكْر الملائكة . قال ابن مسعود : إِذا جاء ملك الموت لقبض روح المؤمن قال له : ربُّك يقرئك السلام . وقال البراء بن عازب : في قوله : { تحيَّتُهم يوم يَلْقَونه } قال : ملَك الموت ، ليس مؤمن يقبض روحه إِلا سلَّم عليه . فأما الأجر الكريم ، فهو الحسن في الجنة .