Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 38-40)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ما كان على النبيِّ مِنْ حَرَجٍ فيما فَرَضَ اللّهُ له } قال قتادة : فيما أَحَلَّ اللّهُ له من النساء . قوله تعالى : { سُنَّةَ الله } هي منصوبة على المصدر ، لأن معنى { ما كان على النبيِّ مِنْ حَرَج } : سنَّ اللّهُ سُنَّة واسعة لا حَرَج فيها . والذين خَلَوا : هم النبيُّون ؛ فالمعنى : أن سُنَّة الله في التَّوسعة على محمد فيما فرض له ، كسُنَّته في الأنبياء الماضين . قال ابن السائب : هكذا سُنَّة الله في الأنبياء ، كداود ، فانه كان له مائة امرأة ، وسليمان كان له سبعمائة امرأة وثلاثمائة سُرِّيَّة ، { وكان أمر الله قَدَراً مقدوراً } أي : قضاءً مقضيّاً . وقال ابن قتيبة : { سُنَّةَ الله في الذين خَلَوا } معناه : لا حَرَجَ على أحد فيما لم يَحْرُم عليه . ثم أثنى الله على الأنبياء بقوله : { الذين يبلِّغون رسالات الله ويخشَوْنه ولا يَخشَون أَحداً إِلاَّ اللّهَ } أي : لا يخافون لائمة الناس وقولهم فيما أُحِلَّ لهم . وباقي الآية قد تقدم بيانه [ النساء : 6 ] . قوله تعالى : { ما كان محمَّدٌ أبا أحَد من رجالكم } قال المفسرون : لمَّا تزوَّج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زينب ، قال الناس : إِن محمداً قد تزوَّج امرأة ابنه ، فنزلت هذه الآية ، والمعنى : ليس بأب لزيد فتَحْرُم عليه زوجته { ولكنْ رسولَ الله } قال الزجاج : من نصبه ، فالمعنى : ولكن كان رسولَ الله ، وكان خاتم النبيِّين ؛ ومن رفعه ، فالمعنى : ولكنْ هو رسولُ الله ؛ ومن قرأ : { خاتِمَ } بكسر التاء ، فمعناه : وختم النبيِّين ؛ ومن فتحها ، فالمعنى : آخِر النبيِّين . قال ابن عباس : يريد : لو لم أَختِم به النبيِّين ، لَجَعلتُ له ولداً يكون بعده نبيّاً .