Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 53-53)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يا أيُّها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبيِّ … } الآية . في سبب نزولها ستة أقوال . القول الأول : أخرجاه في « الصحيحين » من حديث أنس بن مالك ، " أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا تزوَّج زينب بنت جحش دعا القوم ، فطَعِمُوا ثم جلسوا يتحدَّثون ، فأخذ كأنَّه يتهيَّأُ للقيام ، فلم يقوموا ، فلمَّا رأى ذلك قام وقام مِنَ القوم مَنْ قام ، وقعد ثلاثة ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل فاذا القوم جلوس ، فرجع ، وإِنَّهم قاموا فانطلقوا ، وجئتُ فأخبرت النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنَّهم قد انطلقوا ، فجاء حتى دخل ، وذهبتُ أدخلُ فألقى الحجاب بيني وبينه " ، وأنزل الله تعالى هذه الآية . والثاني : أنَّ ناساً من المؤمنين كانوا يتحيَّنون طعام النبيّ صلى الله عليه وسلم فيدخُلون عليه قبل الطعام إِلى أن يُدرِك ، ثم يأكلون ولا يخرُجون ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتأذَّى بهم ، فنزلت هذه الآية ، قاله ابن عباس . والثالث : أن عمر بن الخطاب قال : قلت يا رسول الله ! إِن نساءك يدخل عليهن البَرُّ والفاجر ، فلو أمرتَهُنَّ أن يَحْتَجِبْنَ ، فنزلت آية الحجاب ، أخرجه البخاري من حديث أنس ، وأخرجه مسلم من حديث ابن عمر ، كلاهما عن عمر . والرابع : أنَّ عُمر أمر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجاب ، فقالت زينب : يا ابن الخطاب ، إِنك لتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا ؟ ! فنزلت الآية ، قاله ابن مسعود . والخامس : أن عمر كان يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم : احجب نساءك ، فلا يفعل ، فخرجت سَوْدَةُ ليلة ، فقال عمر : قد عرفناكِ يا سَوْدَة - حرصاً على أن ينزل الحجاب - فنزل الحجاب ، رواه عكرمة عن عائشة . والسادس : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطعم معه بعض أصحابه ، فأصابت يدُ رجل منهم يدَ عائشة ، وكانت معهم ، فكره النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلك ، فنزلت آية الحجاب ، قاله مجاهد . قوله تعالى : { إِلا أنْ يُؤْذَنَ لكم إِلى طعام } أي : أن تُدْعَوا إليه { غيرَ ناظرِين } أي : منتظرين { إِنَاهُ } . قال الزجاج : موضع « أنْ » نصب ؛ والمعنى : إِلا بأن يؤذَنَ لكم ، أو لأَنْ يؤذَنَ ، و « وغير » منصوبة على الحال ؛ والمعنى : إِلا أن يؤذَنَ لكم غيرَ منتظرِين . و { وإِنَاهُ } : نُضجه وبلوغه . قوله تعالى : { فانتشروا } أي : فاخرُجوا . قوله تعالى : { ولا مُستأنِسِين لحديث } المعنى : ولا تدخُلوا مستأنِسِين ، أي : طالبي الأُنس لحديث ، وذلك أنهم كانوا يجلسون بعد الأكل فيتحدَّثون طويلاً ، وكان ذلك يؤذيه ، ويستحيي أن يقول لهم : قوموا ، فعلَّمهم الله الأدب ، فذلك قوله : { والله لا يستحيي من الحقِّ } أي : لا يترُك ان يُبيّن لكم ما هو الحقّ { وإِذا سألتُموهُنَّ متاعاً } أي : شيئاً يُستمتَع به ويُنتَفع به من آلة المنزل { فاسألوهُنَّ مِنْ وراءِ حجاب ذلكُم أطهر } أي : سؤالكم إِيَّاهُنَّ المتاعَ من وراء حجاب أطهرُ { لِقُلوبكم وقُلوبِهِنَّ } من الرِّيبة . قوله تعالى : { وما كان لكم أن تُؤْذُوا رسولَ الله } أي : ما كان لكم أذاه في شيء من الأشياء . قال أبو عبيدة : و « كان » من حروف الزوائد . والمعنى : ما لكم أن تُؤذوا رسول الله { ولا أن تَنْكِحُوا أزواجَه مِنْ بَعده أبداً } . روى عطاء عن ابن عباس ، قال : كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لو توفِّي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تزوَّجتُ عائشة ، فأنزل الله ما أَنزل . وزعم مقاتل أن ذلك الرجل طلحة بن عبيد الله . قوله تعالى : { إِنَّ ذلكم } يعني نكاح أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم { كان عند الله عظيماً } أي : ذنْباً عظيم العقوبة .