Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 56-58)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّ الله وملائكته يصلُّون على النبيّ } في صلاة الله وصلاة الملائكة أقوال قد تقدَّمت في هذه السورة [ الأحزاب : 43 ] . قوله تعالى : { صلُّوا عليه } " قال كَعْب بن عُجْرَة : قلنا : يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك ، فكيف الصلاة عليك ؟ فقال : قولوا : « اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، كما صلَّيت على [ آل ] إِبراهيم ، إِنَّك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على [ آل ] إِبراهيم ، إِنك حميد مجيد » " ، أخرجه البخاري ومسلم . ومعنى قوله : « قد علمنا التسليم عليك » : ما يقال في التشهد : « السلام عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله وبركاته » . وذهب ابن السائب إِلى أن معنى التسليم : سلِّموا لِمَا يأمركم به . قوله تعالى : { إِنَّ الذين يؤذون الله ورسوله } اختلفوا فيمن نزلت على ثلاثة أقوال . أحدها : في الذين طعنوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اتخذ صفيَّة بنتُ حيَيّ ، قاله ابن عباس . والثاني : نزلت في المصوِّرين ، قاله عكرمة . والثالث : في المشركين واليهود والنصارى ، وصفوا الله بالولد وكذَّبوا رسوله وشجُّوا وجهه وكسروا رَباعيَته وقالوا : مجنون شاعر ساحر كذَّاب . ومعنى أذى الله : وصفُه بما هو منزَّه عنه ، وعصيانُه ؛ ولعنُهم في الدنيا : بالقتل والجلاء ، وفي الآخرة : بالنار . قوله تعالى : { والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات } في سبب نزولها أربعة أقوال . أحدها : أن عمر بن الخطاب رأى جارية متبرِّجة فضربها وكفَّ ما رأى من زينتها ، فذهبت إِلى أهلها تشكو ، فخرجوا إِليه فآذَوْه ، فنزلت هذه الآية ، رواه عطاء عن ابن عباس . والثاني : أنها نزلت في الزُّناة الذين كانوا يمشون في طرق المدينة يتبعون النساء إِذا برزن بالليل لقضاء حوائجهن ، فيرَون المرأة فيدنون منها فيغمزونها ؛ وإِنما كانوا يؤذون الإِماء ، غير أنه لم تكن الأَمَة تُعرَف من الحرة ، فشكون ذلك إِلى أزواجهنّ ، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية ، قاله السدي . والثالث : أنها نزلت فيمن تكلَّم في عائشة وصفوان بن المعطِّل بالإِفك ، قاله الضحاك . والرابع : أن ناساً من المنافقين آذَوا عليّ بن أبي طالب ، فنزلت هذه الآية ، قاله مقاتل . قال المفسرون : ومعنى الآية : يرمونهم بما ليس فيهم .