Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 46-50)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قُلْ إِنَّما أَعِظُكم } أي : آمُرُكم وأُوصيكم { بواحدة } وفيها ثلاثة أقوال . أحدها : أنها « لا إِله إِلا الله » ، رواه ليث عن مجاهد . والثاني : طاعة الله ، رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد . والثالث : أنها قوله : { أن تَقُوموا لله مثنى وفُرادى } ، قاله قتادة . والمعنى : أن التي أَعِظُكم بها ، قيامُكم وتشميركم لطلب الحق ، وليس بالقيام على الأقدام . والمراد بقوله { مثنى } أي : يجتمع اثنان فيتناظران في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم . والمراد بـ { فُرادى } : أن يتفكَّر الرجل وحده ، ومعنى الكلام : لِيتفكرِ الإِنسانُ منكم وحده ، ولْيَخْلُ بغيره ، ولْيُناظِر ، ولْيَسْتَشِر ، فَيَسْتَدِلَّ بالمصنوعات على صانعها ، ويُصدِّق الرسول على اتبّاعه ، ولْيَقُل الرجلُ لصاحبه : هَلُمَّ فلْنَتَصادق هل رأينا بهذا الرجل جِنَّة قَطّ ، أو جرَّبْنا عليه كَذِباً قَطّ . وتم الكلام عند قوله : { ثم تتفكَّروا ما بصاحبكم من جِنَّة } ، وفيه اختصار تقديره : ثم تتفكَّروا لتعلموا صِحَّة ما أمرتُكم به وأنَّ الرسول ليس بمجنون ، { إِنْ هو إِلاَّ نذير لكم بين يَدَيْ عذابٍ شديدٍ } في الآخرة . قوله تعالى : { قل ما سألتُكم مِنْ أَجْر } على تبليغ الرسالة { فَهُو لكم } والمعنى : ما أسألكم شيئاً ؛ ومثله قول القائل : ما لي في هذا فقد وهبتُه لك ، يريد : ليس لي فيه شيء . قوله تعالى : { قُلْ إِنْ ربِّي يَقْذِفُ بالحقِّ } أي يُلقي الوحي إِلى أنبيائه { عَلاَّمُ الغُيوبِ } وقرأ أبو رجاء : { عَلاَّمَ } بنصب الميم . { قُلْ جاء الحقُّ } وهو الإِسلام والقرآن . وفي المراد بالباطل ثلاثة أقوال . أحدها : أنه الشيطان ، لا يخلُق أحداً ولا يبعثُه ، قاله قتادة . والثاني : أنه الأصنام ، لا تُبدئ خَلْقاً ولا تُحيي ، قاله الضحاك . وقال أبو سليمان : لا يبتدىء الصنم من عنده كلاماً فيُجاب ، ولا يرُدُّ ما جاء من الحق بحُجَّة . والثالث : أنه الباطل الذي يُضادُّ الحق ؛ فالمعنى : ذهب الباطل بمجيء الحقِّ ، فلم تَبْقَ منه بقيَّة يُقبِل بها أو يُدبِر أو يُبدىء أو يعيد ، ذكره جماعة من المفسرين . قوله تعالى : { قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فانَّما أَضِلُّ على نفسي } أي : إِثم ضلالتي على نفسي ، وذلك أنَّ كُفَّار مكَّة زعموا أنه قد ضَلَّ حين ترك دين آبائه ، { وإِنِ اهتَديتُ فَبِما يوحي إِليَّ ربِّي } من الحكمة والبيان .