Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 7-9)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وقال الذين كفروا } وهُم مُنْكِرو البعث . قال بعضهم لبعض : { هل نَدُلُّكُم على رَجُلٍ ينبِّئُكم } أي : يقول لكم : إِنَّكم { إِذا مُزِّقتم كلَّ ممزَّق } أي : فُرِّقتم كل تفريق ؛ والممزَّق هاهنا مصدر بمعنى التمزيق { إِنَّكم لفي خَلْق جديد } أي : يجدَّد خَلْقكم للبعث . ثم أجاب بعضُهم فقالوا : { أَفْترى على الله كَذِباً } حين زعم أنَّا نُبعث ؟ ! وألف { أَفْترى } ألف استفهام ، وهو استفهام تعجب وإِنكار ، { أم به جِنَّة } أي : جنون ؟ ! فردَّ اللّهُ عليهم فقال : { بل } أي : ليس الأمر كما تقولون من الافتراء والجنون ، بل { الذين لا يؤمنون بالآخرة } وهم الذين يجحدون البعث { في العذاب } إِذا بُعثوا في الآخرة { والضَّلال البعيد } من الحق في الدنيا . ثم وعظهم فقال : { أفلم يَرَوا إِلى ما بين أيديهم وما خلفهم مِنَ السماء والأرض } وذلك أن الإِنسان حيثما نظر رأى السماء والأرض قُدَّامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله ؛ فالمعنى أنهم أين كانوا فأرضي وسمائي محيطة بهم ؛ وأنا القادر عليهم ، إِن شئتُ خسفتُ بهم الأرض ، وإِن شئتُ أسقطتُ عليهم قطعة من السماء ، { إِنَّ في ذلك } أي : فيما يَرَون من السماء والأرض { لآيةً } تدلُّ على قدرة الله تعالى على بعثهم والخسف بهم { لكلِّ عبد مُنيب } أي : راجعٍ إِلى طاعة الله ، متأمِّلٍ لِمَا يرى .