Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 15-26)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يا أيُّها النَّاسُ أنتم الفقراء إِلى الله } أي : المحتاجون إِليه { واللّهُ هو الغنيُّ } عن عبادتكم { الحميد } عند خلقه باحسانه إِليهم . وما بعد هذا قد تقدم بيانه [ إبراهيم : 19 ، الأنعام : 164 ] إِلى قوله : { وإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ } أي : نَفْس مُثْقَلة بالذُّنوب { إِلى حِمْلها } الذي حملتْ من الخطايا { لا يُحْمَلْ منه شيءٌ ولو كان } الذي تدعوه { ذا قربى } ذا قرابة { إِنما تُنْذِرُ الذين يَخْشَوْنَ ربَّهم بالغيب } أي : يخشونه ولم يَرَوه ؛ والمعنى : إِنما تَنفع بانذارك أهل الخشية ، فكأنك تُنذرهم دون غيرهم لمكان اختصاصهم بالانتفاع ، { ومن تَزَكَّى } أي : تطهَّر من الشِّرك والفواحش ، وفعلَ الخير { فانَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسه } أي : فصلاحُه لنَفْسه { وإِلى الله المَصيرُ } فيجزي بالأعمال . { وما يستوي الأعمى والبصير } يعني المؤمن والمشرك ، { ولا الظلُّمُاتُ } يعني الشِّرك والضَّلالات { ولا النُّورُ } الهدى والإِيمان ، { ولا الظِّلُّ ولا الحَرورُ } فيه قولان . أحدهما : ظِلُّ اللَّيل وسَمُوم النهار ، قاله عطاء . والثاني : الظِّلُّ : الجَنَّة ، والحَرُور : النَّار ، قاله مجاهد . قال الفراء : الحَرُور بمنزلة السَّمُوم ، وهي الرِّياح الحارَّة . والحَرُور تكون بالنَّهار وبالليل ، والسَّمُوم لا تكون إِلا بالنَّهار . وقال أبو عبيدة : الحَرُور تكون بالنَّهار مع الشمس ، وكان رؤبة يقول : الحَرور باللَّيل ، والسَّمُوم بالنَّهار . قوله تعالى : { وما يستوي الأحياءُ ولا الأمواتُ } فيهم قولان . أحدهما : أن الأحياء : المؤمنون ، والأموات : الكفار . والثاني : أن الأحياء : العقلاء ، والأموات : الجُهَّال . وفي « لا » المذكورة في هذه الآية قولان . أحدهما : أنها زائدة مؤكِّدة . والثاني : أنها نافية لاستواء أحد المذكورَين مع الآخر . قال قتادة : هذه أمثال ضربها اللّهُ تعالى للمؤمن والكافر ، يقول : كما لا تستوي هذه الأشياء ، كذلك لا يستوي الكافر والمؤمن . { إِنَّ الله يُسْمِعُ من يشاء } أي : يُفهم من يريد إِفهامه { وما أنت بِمُسْمِعٍ مَنْ في القُبور } وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي ، والحسن ، والجحدري : { بِمُسْمِعِ مَنْ } على الإِضافة ؛ يعني الكفار ، شبههم بالموتى ، { إِن أنتَ إِلاَّ نذير } قال بعض المفسرين : نُسخ معناها بآية السيف . قوله تعالى : { وإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خلا فيها نذير } أي : ما من أُمَّة إِلا قد جاءها رسول . وما بعد هذا قد سبق بيانه [ آل عمران : 184 ، الحج : 44 ] إِلى قوله : { فكيف كان نَكيرِِ } أثبت فيها الياء في الحالين يعقوب ، وافقه في الوصل ورش .