Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 27-28)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ومن الجبال جُدَدٌ بِيضٌ } أي : ومِمَّا خَلَقْنا من الجبال جُدَدٌ . قال ابن قتيبة : الجُدَدُ : الخُطوط والطَّرائق تكون في الجبال ، فبعضُها بِيض ، وبعضُها حُمر ، وبعضُها غرابيبُ سودٌ ، والغَرابيب جمع غِرْبِيبٍ ، وهو الشديد السواد ، يقال : أسْودُ غِرْبِيبٌ ، وتمام الكلام عند قوله : { كذلك } ، يقول : من الجبال مختلِفٌ ألوانه ، { ومِنَ النَّاس والدَّوابِّ والأنعام مختلِفٌ ألوانُه كذلك } أي : كاختلاف الثمرات . قال الفراء : وفي الكلام تقديم وتأخير ، تقديره : وسودٌ غرابيب ، لأنه يقال : أسودُ غِرْبيبٌ ، وقلّما يقال : غربيب أسود . وقال الزجاج : المعنى : ومن الجبال غرابيبُ سود ، وهي ذوات الصخر الأَسْود . وقال ابن دريد : الغِرْبيب : الأَسْود ، أحسِبُ أن اشتقاقه من الغُراب . وللمفسرين في المراد بالغرابيب ثلاثة أقوال . أحدها : الطرائق السُّود ، قاله ابن عباس . والثاني : الأودية السود ، قاله قتادة . والثالث : الجبال السود ، قاله السدي . ثم ابتدأ فقال : { إِنَّما يخشى اللّهَ مِنْ عِباده العُلَماءُ } يعني العلماء بالله عزَّ وجل . قال ابن عباس : يريد : إِنَّما يخافُني مِنْ خَلْقي مَنْ عَلِم جبروتي وعِزَّتي وسلطاني . وقال مجاهد والشعبي : العالِم من خاف اللّهَ . وقال الربيع بن أنس : من لم يَخْش اللّهَ فليس بعالِم .