Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 29-31)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّ الذين يَتْلُون كتاب الله } يعني قُرَّاء القرآن ، فأثنى عليهم بقراءة القرآن ؛ وكان مطرّف يقول : هذه آية القُرَّاء . وفي قوله : { يَتْلُونَ } قولان . أحدهما : يقرؤون . والثاني : يَتبَّعون . قال أبو عبيدة : { وأقاموا الصلاة } بمعنى ويُقيمون ، وهو إِدامتها لمواقيتها وحدودها . قوله تعالى : { يَرْجُونَ تجارة } قال الفراء : هذا جواب قوله : { إِنَّ الذين يَتْلُونَ } . قال المفسرون : والمعنى : يرجون بفعلهم هذا تجارة لن تفسُد ولن تَهْلِك ولن تَكْسُد { لِيُوَفِّيَهم أُجورهم } أي : جزاء أعمالهم { ويَزيدَهم منْ فضله } قال ابن عباس : سوى الثواب مالم تر عين ولم تسمع أُذن . فأما الشَّكور ، فقال الخطّابي : هو الذي يشكُر اليسيرَ من الطاعة ، فيُثيب عليه الكثير من الثواب ، ويُعطي الجزيل من النِّعمة ، ويرضي باليسير من الشُّكر ؛ ومعنى الشُّكر المضاف إِليه : الرِّضى بيسير الطَّاعة من العبد ، والقبول له ، وإِعظام الثواب عليه ؛ وقد يحتمل أن يكون معنى الثناء على الله بالشَّكور ترغيب الخَلْق في الطاعة قلَّت أو كَثُرت ، لئلاَّ يَسْتَقِلُّوا القليل من العمل ، ولا يتركوا اليسير منه .