Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 40-41)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أرأيتُم شركاءكم } المعنى : أَخبِروني عن الذين عبدتم من دون الله واتخذتموهم شركاء بزعمكم ، بأيّ شيءٍ أوجبتم لهم الشركة في العبادة ؟ ! أبشيءٍ خلقوه من الارض ، أم شارَكوا خالق السموات في خَلْقها ؟ ! ثم عاد إِلى الكفار فقال : { أم آتيناهم كتاباً } يأمرهم بما يفعلون { فَهُمْ على بيِّنة منه } ؟ ! قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وحمزة ، وحفص عن عاصم : { على بيِّنةٍ } على التوحيد . وقرأ نافع ، وابن عامر ، والكسائي ، وأبو بكر عن عاصم : { بيِّناتٍ } جمعاً . والمراد : البيان بأنَّ مع الله شريكاً { بل إِنْ يَعِدُ الظَّالمون } يعني المشركين يَعِدُ { بعضُهم بعضاً } أنَّ الأصنام تَشفع لهم ، وأنّه لا حساب عليهم ولا عقاب . وقال مقاتل : ما يَعِدُ الشيطانُ الكفَّار من شفاعة الآلهة إِلاَّ باطلاً . قوله تعالى : { إِنَّ الله يُمْسِكُ السَّمواتِ والأرضَ أنْ تَزُولا } أي : يمنعهما من الزوال والذهاب والوقوع . قال الفراء : { ولئن } بمعنى « ولو » ، و « إِن » بمعنى « ما » ، فالتقدير : ولو زالتا ما أمسكهما من أحد . وقال الزجاج : لمَّا قالت النصارى : المسيح ابن الله ، وقالت اليهود : عزير ابن الله ، كادت السمواتُ يتفطَّرْن والجبالُ أن تَزُول والأرضُ أن تنشقَّ ، فأمسكها الله عز وجل ؛ وإِنَّما وحَّد { الأرض } مع جمع { السموات } ، لأن الأرض تدل على الأَرَضِين . { ولَئِن زالتا } تحتمل وجهين . أحدهما : زوالهما يوم القيامة . والثاني : أن يقال تقديرًا : وإِن لم تزولا ، وهذا مكان يَدُلُّ على القدرة ، غير أنه ذكر الحِلْم فيه ، لأنه لمَّا أمسكهما عند قولهم : { اتخذ الرحمن ولداً } [ مريم : 88 ] ، حَلُم فلم يُعَجِّل لهم العقوبة .