Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 1-6)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وفي قوله : ( يس ) خمسة أقوال . أحدها : أن معناها : يا إنسان ، بالحبشية ، رواه عكرمة عن ابن عباس ، وبه قال الحسن ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، ومقاتل . والثاني : أنها قَسَم أقسم اللهُ به ، وهو من أسمائه ، رواه عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس . والثالث : أن معناها : يا محمد ، قاله ابن الحنفية ، والضحاك . والرابع : أن معناها : يا رجُل ، قاله الحسن . والخامس : اسم من أسماء القرآن ، قاله قتادة . وقرأ الحسن ، وأبو الجوزاء : " يس " بفتح الياء وكسر النون . وقرأ أبو المتوكل ، وأبو رجاء ، وابن أبي عبلة : بفتح الياء والنون جميعاً . وقرأ أبو حصين الأسدي : بكسر الياء وإظهار النون . قال الزجاج : والذي عند أهل العربية أن هذا بمنزلة افتتاح السُّوَر ، وبعض العرب يقول : { يسنَ والقرآن } بفتح النون . وهذا جائز في العربية لوجهين . أحدهما : أن « يس » اسم للسورة ، فكأنه قال : اتْلُ يس ، وهو على وزن هابيل وقابيل لا ينصرف . والثاني : أنهُ فتح لالتقاء الساكنين ، والتسكين أجود ، لأنه حرف هجاء . قوله تعالى : { والقرآن الحكيم } هذا قَسَم ، وقد سبق معنى " الحكيم " [ البقرة : 32 ] ، قال الزجّاج : وجوابه : { إِنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ } ؛ وأحسنُ ما جاء في العربيّة أن يكون " لَمِنَ المَُرْسَلِينَ " خبر " إنَّ " ، ويكون قوله : { على صِراطٍ مستقيمٍ } خبراً ثانياً ، فيكون المعنى : إِنَكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ ، إِنَّكَ على صِراطٍ مستقيم . ويجوز أن يكون { على صِراطٍ } من صلة { المُرْسَلِين } ، فيكون المعنى : إِنَكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ الذين أُرسِلوا على طريقة مستقيمة . قوله تعالى : { تنزيلَ العزيزِ } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو : { تنزيلُ } برفع اللام . وقرأ ابن عامر ، وحمزة ، والكسائي : { تنزيلَ } بنصب اللام . وعن عاصم كالقراءتين . قال الزجاج : من قرأ بالنصب ، فعلى المصدر ، على معنى : نزَّل اللهُ ذلك تنزيلاَ ، ومن قرأ بالرفع ، فعلى معنى : الذي أُنزلَ إليكَ تنزيلُ العزيز . وقال الفراء : من نصب ، أراد إِنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ تنزيلاً حَقاَ مُنزَلاً ويكون الرفع على الاستئناف ، كقوله : { ذلك تنزيل العزيز } وقرأ أُبيُّ بن كعب ، وأبو رزين ، وأبو العالية ، والحسن ، والجحدري : { تنزيلِ } بكسر اللام . وقال مقاتل : هذا القرآن تنزيل العزيز في ملكه ، الرحيمِ بخَلْقه . قوله تعالى : { لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤهم } في " ما " قولان . أحدهما : أنها نفي ، وهو قول قتادة والزجاج في الأكثرين . والثاني : أنها بمعنى " كما " ، قاله مقاتل . وقيل : هي بمعنى " الذي " . قوله تعالى : { فَهُمْ غافلون } أي : عن حُجج التوحيد وأدلة البعث .