Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 41-46)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وآيةٌ لهم أنّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ } قرأ نافع ، وابن عامر : " ذُرْيَّاتِهِمْ " على الجمع ؛ وقرأ الباقون من السبعة : " ذُرِّيَّتَهُمْ " على التوحيد . قال المفسِّرون : أراد : في سفينة نوح ، فنسب الذُّرِّيَّة إلى المخاطَبين ، لأنهم من جنسهم ، كأنه قال : ذُرِّيَّة الناس . وقال الفراء : أي : ذُرِّيَّة مَنْ هو منهم ، فجعلها ذُرِّيَّةً لهم ، وقد سبقتْهم . وقال غيره : هو حَمْلُ الأنبياء في أصلاب الآباء حين رَكِبوا السفينة ، ومنه قول العباس : @ بَلْ نُطْفَةٌ تَرْكَبُ السَّفينَ وقَدْ أَلْجَمَ نَسْراً وأَهْلَهُ الغَرَقُ @@ قال المفضّل بن سلمة : الذُّرِّيَّة : النَّسْل ، لأنهم مَنْ ذرأهم اللهُ منهم ، والذُّرِّيَّة أيضا : الآباء ، لأن الذَّرَّ وقع منهم ، فهو من الأضداد . ومنه هذه الآية وقد شرحنا هذا في قوله ، { ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْض } [ آل عمران : 34 ] ؛ والمشحون : المملوء . قوله تعالى : { وخَلَقْنا لهم مِنْ مِثْلِه } فيه قولان . أحدهما : مِثْل سفينة نوح ، وهي السُّفُن ، روى هذا المعنى سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وبه قال الضحاك ، وأبو مالك ، وأبو صالح ، والمراد بهذا ذِكْر مِنَّته بأن خَلَق الخشب الذي تُعْمَل منه السُّفُن . والثاني : أنها الإِبل ، خَلَقها لهم للرُّكوب في البَرِّ ، مثل السُّفُن المركوبة في البحر ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، وعكرمة ، وعن الحسن وقتادة كالقولين . قوله تعالى : { فلا صَريخَ لهم } أي : لا مُغيثَ ولا مُجِير ، { ولا هُمْ يُنْقَذُون } أي : ينجون من الغرق ، يقال : أنقَذه واستنقَذه : إذا خلَّصه ، من المكروه ، { إلاَّ رَحْمةً مِنَّا } المعنى : إلا أن نرحمهم ونمتِّعهم إلى آجالهم . قوله تعالى : { وإذا قيل لهم } يعني الكُفَّار { اتَّقُوا ما بين أيديكم وما خلفكم } فيه أربعة أقوال : أحدها : { ما بين أيديكم } : ما مضى من الذُّنوب ، { وما خَلْفكم } : ما يأتي من الذنُّوب ، قاله مجاهد . والثاني : { ما بين أيدكم } ما تَقدَّم من عذاب الله للأُمم { وما خلفكم } من أمر الساعة ، قاله قتادة . والثالث : " ما بين أيديكم " من الدنيا " وما خَلْفكم " من عذاب الآخرة قاله سفيان . والرابع : " ما بين أيديكم " من أمر الآخرة ، " وما خَلْفكم " من أمر الدنيا فلا تَغْتَرُّوا بها . قاله ابن عباس والكلبي . { لعلكم تُرْحَمون } أي : لتكونوا على رجاء الرحمة من الله . وجواب " إذا " محذوف تقديره : إِذا قيل لهم هذا ، أعرضوا ؛ ويدُلُّ على هذا المحذوف قوله { وما تأتيهم مِنْ آيةٍ } أي : من دلالة تدل على صدق الرسول .