Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 65-68)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { اليومَ نَخْتِمُ على أفواهم } وقرأ أبو المتوكل ، وأبو الجوزاء : { يُخْتَمُ } بياء مضمومة وفتح التاء { وتُكَلِّمُنا } قرأ ابن مسعود : { ولِتُكَلِمنَا } بزيادة لام مكسورة وفتح الميم و واو قبل اللام وقرأ أُبيُّ بن كعب وابن أبي عبلة : { لِتُكَلِّمَنا } بلام مكسورة من غير واو قبلها وبنصب الميم ؛ وقرأوا جميعا : { ولِتَشْهَدَ أرجُلُهم } بلام مكسورة وبنصب الدال . ومعنى { نَخْتِمُ } : نَطبع عليها ، وقيل : منعُها من الكلام هو الختم عليها ، وفي سبب ذلك أربعة أقوال : أحدها : أنهم لمّا قالوا { واللهِ ربِّنا ما كُنَّا مشرِكينَ } [ الأنعام : 23 ] خَتَم اللهُ على أفواهم ونطقت جوارحهُم ، قاله أبو موسى الأشعري . والثاني : ليَعلموا أن أعضاءهم التي كانت أعواناً لهم على المعاصي صارت شهوداً [ عليهم ] . والثالث : ليعرفهم أهل الموقف ، فيتميَّزوا منهم بذلك . والرابع : لأن إِقرار الجوارح أبلغ في الإِقرار من نُطْق اللسان ، ذكرهنّ الماوردي . فإن قيل : ما الحكمة في تسمية نُطق اليد كلاماً ونطقِ الرِّجْل شهادةً ؟ . فالجواب : أن اليد كانت مباشِرة والرِّجل حاضرة ، وقول الحاضر على غيره شهادة بما رأى وقول الفاعل على نفسه إقرار بما فعل . قوله تعالى : { ولو نشاءُ لطَمَسْنا على أعيُنْهم } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : ولو نشاء لأذهبْنا أعيُنَهم حتى لا يبدوَ لها شَقٌّ ولا جَفْن . والمطموس : الذي لا يكون بين جفنيه شَقّ ، { فاستَبَقوا الصِّراط } أي : فتبادروا إلى الطريق { فأنّى يًبْصِرونَ } [ أي ] : فكيف يُبْصِرون وقد أعمينا أعيُنَهم ؟ ! وقرأ أبو بكر الصِّدِّيق ، وعروة بن الزبير ، وأبو رجاء : { فاستَبِقوا } بكسر الباء { فأنَّى تًُبْصِرونَ } بالتاء وهذا تهديد لأهل مكة ، وهو قول الأكثرين . والثاني : ولو نشاء لأضلَلْناهم وأعميناهم عن الهُدى ، فأنّى يُبصِرون الحقَّ . ؟ ! رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . والثالث : ولو نشاء لفقأْنا أعيُنَ ضلالَتهم وأعميناهم عن غَيِّهم وحوَّلْنا أبصارهم من الضلالة إلى الهُدى فأبصروا رشدهم ، فأنّى يُبصِرونَ ولم أفعل ذلك ، بهم ؟ ! روي عن جماعة منهم مقاتل . قوله تعالى : { ولو نشاء لَمَسَخْناهم على مكانتهم } وروى أبو بكر عن عاصم : { على مكاناتهم } ؛ وقد سبق بيان هذا [ البقرة : 65 ] . وفي المراد بقوله { لمَسَخْناهم } أربعة أقوال . أحدها : لأهلكْناهم ، قاله ابن عباس . والثاني : لأقعدناهم على أرجلهم ، قاله الحسن وقتادة . والثالث : لجعلْناهم حجارة ، قاله أبو صالح ، ومقاتل . والرابع : لجعلْناهم قردةً وخنازيرَ لا أرواح فيها ، قاله ابن السائب . وفي قوله : { فما استطاعوا مُضِيّاً ولا يَرْجِعونَ } ثلاثة أقوال . أحدها : فما استطاعوا أن يتقدَّموا ولا أن يتأخروا ، قاله قتادة . والثاني : فما استطاعوا مُضِيّاً عن العذاب ، ولا رجوعاً إِلى الخِلقة الأُولى بعد المسخ ، قاله الضحاك . والثالث : مُضِيّاً من الدنيا ولا رجوعاً إليها ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . قوله تعالى : { ومَنْ نُعَمِّرْه ننكِّسْه في الخَلْق } قرأ حمزة : { نُنَكِّسْه } مشددة مع ضم النون الأولى وفتح الثانية ؛ والباقون : بفتح النون الأولى وتسكين الثانية من غير تشديد ؛ وعن عاصم كالقراءَتين ، ومعنى الكلام : من نُطِلْ عمره ننكِّس خَلْقَه ، فنجعل مكان القوَّة الضَّعف ، وبدل الشباب الهرم ، فنردُّه إِلى أرذل العمر . { أفلا يَعْقِلونَ } قرأ نافع ، وأبو عمرو : { أفلا تعقلون } بالتاء ، والباقون بالياء . والمعنى : أفلا يعقلون أنَّ مَنْ فعل هذا قادر على البعث ؟ ! .