Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 53-55)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قُلْ ياعباديَ الذين أَسْرَفوا على أنفُسهم } في سبب نزولها أربعة أقوال : أحدها : أن ناساً من المشركين كانوا قد قَتَلُوا فأكثَروا ، وزَنَوْا فأكثَروا ، ثم أتَوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : إِنّ الذي تدعو إِليه لَحَسَنٌ ، لو تُخْبِرُنا أنّ لِما عَمِلْنا كفّارةً ، فنزلت هذه الآية . رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس . والثاني : أنها نزلت في عَيّاش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد ونَفَرٍ من المسلمين كانوا قد أسلموا ، ثم عُذِّبوا فافتُتِنوا ، فكان أصحاب رسول الله يقولون : لا يَقْبَلُ اللهُ مِنْ هؤلاء صَرْفاً ولا عَدْلاً ، قومُ تركوا دينهم بعذاب عُذِّبوه ! فنزلت هذه الآية ، فكتبها عمر إلى عَيّاش والوليد وأولئك النَّفَر ، فأسلموا وهاجروا ؛ وهذا قول ابن عمر . والثالث : أنها نزلتْ في وحشي ، وهذا القول ذكرناه مشروحاٍ في آخر [ الفرقان : 68 ] عن ابن عباس . والرابع : أنَّ أهل مكَّةَ قالوا : يزعُم محمدٌ أنَّ مَنْ عَبَدَ الأوثانَ وقَتَلَ النَّفْسَ التي حرَّم اللهُ لم يُغْفَر له ، فكيف نُهاجِر ونُسْلِم وقد فَعَلْنا ذلك ؟ ! فنزلت هذه الآية ؛ وهذا مرويُّ عن ابن عباس أيضاً . ومعنى { أَسْرَفوا على أنفسهم } ارتكَبوا الكبائر ، والقنوط بمعنى اليأس . { وأَنيبوا } بمعنى ارجِعوا إِلى الله من الشِّرك والذًّنوب ، { وأسلِموا له } أي : أخِلصوا له التوحيد . و { تُنْصَرون } بمعنى تُمْنَعون . { واتَّبِعوا أحسن ما أُنزل إِليكم } قد بيَّنّاه في قوله { يأخُذوا بأحسنها } [ الأعراف : 145 ] .