Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 56-59)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ } قال المبرِّد : المعنى : بادِروا قَبْلَ أن تقول نَفْسٌ ، وحَذَراً من أن تقول نَفْسٌ . وقال الزجاج : خوف أن تصيروا إلى حال تقولون فيها هذا القول . ومعنى { يا حسرتا } يا ندامتا ويا حزنا . والتحسُّر : الاغتمام على ما فات . والألِف في { يا حسرتا } هي ياء المتكلم ، والمعنى : يا حسرتي على الإِضافة . قال الفراء : والعرب تحوِّل الياء إلى الألِف في كل كلام معناه الاستغاثة ويخرج على لفظ الدُّعاء ، وربما أدخلت العربُ الهاء بعد هذه الألف ، فيَخْفِضونها مَرَّةً ، ويرفعونها أخرى . وقرأ الحسن ، وأبو العالية ، وأبو عمران ، وأبو الجوزاء : { يا حسرتي } بكسر التاء ، على الإِضافة إِلى النَّفْس . وقرأ معاذ القارىء ، وأبو جعفر : { يا حسرتايَ } بألف بعد التاء وياء مفتوحة . قال الزجاج : وزعم الفراء أنه يجوز " يا حسرتاهَ على كذا " بفتح الهاء ، و " يا حسرتاهُِ " بالضم والكسر ، والنحويّون أجمعون لا يُجيزون أن تُثْبَتَ هذه الهاءُ مع الوصل . قوله تعالى : { في جَنْبِ الله } فيه خمسة أقوال : أحدها : في طاعة الله تعالى ، قاله الحسن . والثاني : في حق الله ، قاله سعيد بن جبير . والثالث : في أمْر الله ، قاله مجاهد ، والزجاج . والرابع : في ذِكْر الله ، قاله عكرمة ، والضحاك . والخامس : في قٌرْب الله ؛ روي عن الفراء أنه قال : الجَنْب : القُرْب ، أي : في قُرْب الله وجِواره ؛ يقال : فلان يعيش في جَنْبِ فلان ، أي : في قُرْبه وجواره ؛ فعلى هذا يكون المعنى : [ على ] ما فرَّطْتُ في طلب قُرْب الله تعالى ، وهو الجنة . قوله تعالى : { وإِنْ كنتُ لَمِن السّاخِرِينَ } أي : وما كنتُ إِلاّ من المستهزِئين بالقرآن وبالمؤمنين في الدُّنيا . { أوْ تقولَ لو أنَّ الله هداني } أي : أرشَدني إِلى دينه { لكنتُ من المُتَّقِينَ } الشِّرك ؛ فيقال لهذا القائل : { بلى قد جاءتك آياتي } قال الزجاج : و " بلى " جواب النفي ، وليس في الكلام لفظ النفي ، غير أن معنى { لو أن الله هداني } ما هُديتُ ، فقيل : " بلى قد جاءتك آياتي " . وروى ابن أبي سريج [ عن الكسائي ] { جاءتكِ } { فكذَّبْتِ } ، { واسْتَكْبَرْتِ } { وكُنْتِ } ، بكسر التاء فيهنّ ، مخاطَبة للنفْس ومعنى " اسْتَكْبَرْتَ " : تكبَّرتَ عن الإِيمان بها .